بازگشت

لابد للمقدمات من نتائج


فلابد أن النتائج لها مقدمات، و هذه المقدمات برزت متمثله بتلك الشرائح الطفيلية الملتصفة بالاسلام ظلما و كذبا، و لبست رداءه، و حاولت سلب هذا الرداء في النهاية بعد أن ادعت أنها المالكة الحقيقية له، لذلك فانه ليس رجما بالغيب أن يتوصل امرؤ كعلي عليه السلام الذي يمتلك بصيرة واعية و علما واسعا و حسا مرهفا، هو حس الاسلام ذاته، و تمتلك شعورا بالمسؤولية لا يتفوق عليه الا الشعور الذي امتلكه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، الي قراءة المستقبل و كأنه ينظر اليه و يشاهده عيانا و يشخص البدايات التي ستشكل نقاط الشروع لهذا الانحراف الواسع المرتقب، بعد أن مهدت له انحرافات غير ملحوظة في بداية الأمر.

و تصدي لمراكز المسؤولية من ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عنها، و هو أمر رأي الامام عليه السلام أنه خطير جدا و لا يدعو للارتياح، اذ أن معني ذلك أن يجر هؤلاء الناس الي ممارساتهم اللامبالية و عبثهم و بعدهم عن الاسلام خصوصا و أن سوابقهم معروفة لدي الأمة، و اذا ما قبلتهم حكاما عليها، فان ذلك ليس له الا معني واحد، و هو


تخليها عن رسالتها (ولكنني آسي أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها و فجارها، فيتخذوا مال الله دولا، و عباده خولا، و الصالحين حربا و الفاسقين حزبا، فان منهم الذي قد شرب فيكم الحرام، و جلد حيا في الاسلام، و أن منهم من لم يسلم حتي رضخت له علي الاسلام الرضائخ) [1] .


پاورقي

[1] نفس المصدر.