بازگشت

معاوية الاعداد لدين جديد


في مقابل رأي الأمة الحقيقي بمعاوية، و الذي عبر عنه الامام عليه السلام بصراحة و وضوح، و الذي لم تختلف عليه في مختلف أقطارها و أمصارها، اللهم الا في الشام و حواليها، طرح معاوية الأحاديث التي لفقها له محدثوا الدولة و فقهاؤها و الصحابة المزورون، و ذكروا فيها عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فضائل لمعاوية ما كانت لتتاح للرسول صلي الله عليه وآله وسلم نفسه.

لقد أصبحت وسائل الاعلام بيده في النهاية، كما أصبح كل شي ء كذلك بيده، فما الذي يمنعه من تحسين صورته في أعين المسلمين، بل ما الذي يمنعه من محاولة محو الصورة السابقة و الصاق صور جديدة تطالعهم كل يوم، يرون فيها عاهلهم المبجل الأثير القريب من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و من الله تعالي نفسه. و قد عمل علي هواه - علي تهديم الشريعة و تشويه صورتها بتفويض الهي مطلق ادعاه لنفسه باسم الاسلام، ما كان ليتاح للفراعنة القدماء السذج الذين لم يبلغوا ما بلغه من دهاء و لم يلجأوا الا الي الأساليب المباشرة في الظلم و الجور.