بازگشت

اول من يغير سنتي رجل من بني أمية


و رحم الله أباذر، فقد نقل عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قوله: «أول من يغير سنتي رجل من بني أمية» [1] .

و من عسي أن يكون هذا غير معاوية، الذي استغل الانحراف الواقع في عهد سلفه من بني أمية أيضا، ليقوم بأكبر عملية تزوير و تشوية للاسلام مستهدفا القضاء عليه و محوه من الوجود. فقد ابتلي به الاسلام و ابتلي به الامام و الناس الذين عاشوا في عهد الامام.

غير أن مهمة معاوية ما كان لها أن تنجح الي الأبد و مع الأمة كلها، فالامام رغم ما لا قاه من مصاعب قد نجح بلفت نظرها الي ما انزلق اليه من تأثروا بمعاوية، و جعلها تدرك حتي بعد رحيله عليه السلام أنها اذا ما كانت في مرحلة من مراحل حياتها قد تنازلت و ضعف و استسلمت لبعض الطواغيت أمثال معاوية و أضرابه من بني أمية أو بني العباس أو غيرهم، فانها لم تمت و لم نفقد كل قوتها، و ان جذوة الاسلام و صحوة الاسلام لا تزال تنير طريقها و قد تحفزها للنهوض و مواصلة نفس المسيرة التي سارها صحب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

و حتي هذا الحديث يتأوله البعض، فيقولون انه بحق يزيد. و نقول: بأنه حتي لو كان بحق يزيد، فمن الذي أوجد يزيد و مهد له و أقام عرشه و بنيانه؟ و بم كان يفرق يزيد عن معاوية؟ سوي أنه طائش نزق لم يتورع عن اظهار ما حاول معاوية اخفاءه؟ أليست دولة يزيد امتدادا لدولة معاوية؟ أليست وليدا لها و نسخة منها؟.



پاورقي

[1] ابن ‏کثير - البداية و النهاية 234 - 8.