بازگشت

كيف وصفه


اذا أردت أن تعرفه فاقرأ وصف الامام له (.. فانما هو الشيطان)

و ما كان معاوية عقبة في طريق الامام عليه السلام و حسب، و انما كان عقبة في طريق الاسلام نفسه. ان أمره عجيب حقا، فكأن هذه العقبة قد وضعت في طريق الاسلام، لتختبر منزلته في النفوس، و كيف ستصمد أمام المكائد و الدسائس.

فلنلاحظ معاوية، كما لاحظه الامام عليه السلام و وصفه هو شخصيا في بعض كتبه و أشار اليه أثناء خطبه أو كلامه:

(فانما هو الشيطان يأتي المؤمن من بين يديه و من خلفه، و عن يمينه و عن شماله، ليقتحم غفلته و يستلب غرته) [1] .

(ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة و الحيرة المتعبة، مع تضييق الحقائق و اطراح الوثائق التي هي لله طلبه و علي عباده حجة) [2] .

(و قد دعوتنا الي القرآن، و لست من أهله) [3] .

(امري ء ظاهر عنه، مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، و يسفه الحليم بخلطته) [4] .


(و أرديت جيلا من الناس كثيرا خدعتهم بغيك و ألقيتهم في موج بحرك، تغشاهم الظلمات و تتلاطم بهم الشبهات حملتهم علي الصعب و عدلت بهم عن القصد) [5] .

(ما أنت و الفاضل و المفضول و السائس و المسوس؟ و ما للطلقاء و أبناء الطلقاء و التمييز بين المهاجرين الأولين و ترتيب درجاتهم و تعريف طبقاتهم. هيهات لقد حن قدح ليس منها و طفق يحكم فيها من عليه الحكم لها. ألا تركع أيها الانسان علي ظلعك و تعرف قصور ذراعك و تتأخر حيث أخرك القدر، فما عليك غلبة المغلوب و لا لك ظفر الظافر و أنك لذهاب في التيه رواغ عن القصد) [6] .

(فلست بأمضي علي الشك مني علي اليقين. ليس أمية كهاشم و لا حرب كعبد المطلب و لا أبوسفيان كأبي طالب و لا المهاجر كالطليق و لا الصريح كاللصيق و لا المحق كالمبطل و لا المؤمن كالمدغل و لبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوي في نار جهنم) [7] .

(فانك مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذه، و بلغ فيك أمله، و جري منك مجري الروح و الدم. و متي كنتم يا معاوية ساسة الرعية و ولاة أمر الأمة، بغير قدم سابق و لا شرف باسق؟) [8] .

معاوية - كما عرفناه - و كما اعترف هو أيضا ببعض جوانب انحرافه و خطئه، لم يكن يختلف عن الصورة التي رسمها له الامام، بل لعل هذه الصورة هي أصدق الصور و أدقها تعبيرا و وضوحا. و ما كان الامام متجنيا عليه بهذا الوصف، كعدو للاسلام شاخص أمامه، بل ربما كان يصف بعض الأعداء المرتقبين الذين يتمتعون بمهارات متشابهة و يؤثرون في الناس، و الذين قد يظهرون في كل زمان و مكان. و علينا أن نستعد لهم و نواجههم، و هم يلبسون أثواب معاوية و يسترون بما تستر به.


مواصفات معاوية كانت ستبرز في كل فرعون و طاغوت من فراعنة و طواغيت هذه الأمة، الذين يدعون الغيرة علي الاسلام و الوصاية علي المسلمين.

و عندما تصدي الامام عليه السلام لاستئصال فرعون محتمل كمعاوية و منعه من الوثوب الي منبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و خلافته، و رسم لنا صورته و وضعها أمامنا، فانه طلب منا أن نستعد لفراعنة زماننا المحتملين الذين سيظهرون لنا كما ظهر معاوية بالشام، ثم استولي علي كل بلاد الدولة الاسلامية، لنمنع ظهوره متي ما رأينا أول بوادر غدره و عبثه و ألا عبيه و غدره و سياسته).


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 533 - 547 - 546 - 572 - 580 - 595 - 577 - 585 (و مروج الذهب 17) و 526.

[2] نهج‏ البلاغة 533 - 547 - 546 - 572 - 580 - 595 - 577 - 585 (و مروج الذهب 17) و 526.

[3] نهج‏ البلاغة 595 (و مروج الذهب 17) و 526.

[4] نفس المصدر 580 (و مروج الذهب 17) و 526.

[5] نفس المصدر 572 (و مروج الذهب 17) و 526.

[6] نفس المصدر 546 (و مروج الذهب 17) و 526.

[7] نفس المصدر 547 (و مروج الذهب 17) و 526.

[8] نفس المصدر 533 (و مروج الذهب 17) و 526.