بازگشت

كشف الأخطاء لا يتم بالسباب و انما بوصف الأعمال


و هكذا انطلق لتعرية النظام الأموي و كشفه لا بنفس الأسلوب الذي كان يستعمله هذا النظام و يلجأ اليه، و انما بتشخيص العيوب الأمراض التي حاول هذا النظام نشرها في جسد الأمة الاسلامية، ليتم بهذا التشخصيص تخليص الأمة منها فيها بعد، حتي دون وجود الامام نفسه و اختفائه من الساحة، و ربما بعد سنوات طويلة من رحيله. و بهذا الشعور و هذا الفهم فانه عندما سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام قال لهم: (اني أكره لكم أن تكونوا سبابين، و لكنكم لو وصفتم أعمالهم و ذكرتم حالهم كان أصوب في القول و أبلغ في العذر. و قلتم مكان سبكم اياهم، اللهم احقن دماءنا و دماءهم و أصلح ذات بيننا و بينهم و اهدهم من ضلالتهم، حتي يعرف الحق من جعله و يرعوي عن البغي و العدوان من لهج به) [1] .

فهو هنا يدعو لتشخيص الداء ليتسني اعطاء الدواء المناسب؛ أراد نشوء حالة من النقد الايجابي يرتفع بمستوي كل شخص في هذه الأمة، ليشعر أنه منها حقا و أنه مسؤول مسؤولية مباشرة عنها و أنه داع فيها. و رغم منا فعله أهل الشام معه، فان الامام عليه السلام كان يعرف أنهم ما كانوا ليفعلوا ما فعلوه لو لا جهلهم و تأثرهم بقيادة معاوية المنحرفة، و ربما كان قلبه يتفطر أسي و حزنا عليهم، لأنه ينساقون هذا الانسياق الأعمي وراء معاوية و ألاعيبه و أفانينه.


پاورقي

[1] نفس المصدر ص 464.