بازگشت

معارك الاسلام واحدة في كل زمان و مكان


لما أظفره الله بأصحاب الجمل، قال له بعض أصحابه: وددت أن أخي فلانا كان شاهدنا ليري ما نصرك الله به علي أعدائك. فقال عليه السلام: أهوي أخيك معنا؟ فقال: نعم. قال: فقد شهدنا، و لقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال و أرحام النساء سيرعف بهم الزمان و يقوي بهم الايمان) [1] .

و قد أراد بذلك أن يبين أن جنده ليسوا هؤلاء الذين يراهم أمامه يقاتلون دفاعا عن الاسلام فقط، بل أن كل من يسير علي النهج الصواب و يتبني المواقف الاسلامية الصحيحة التي تبناها تباعدت الأيام و السنين هم من جنده أيضا. أراد ايجاد حالة ارتباط دائمية بين الناس و الاسلام، و أن يرجعوا المواقف التي مر بها أسلافهم


و يقيموها تقويما عادلا مصنفا و يتبني تلك التي عملت علي عز الاسلام و اعلائه. كما أراد عليه السلام أن يثير التساؤلات حول جدوي التصرفات الأموية و يبين لنا كيف سينتهي المطاف بالمسلمين آخر الامر في ظل دولة جائرة كهذه اذا ما سادت و حكمت، و لم تكن أقواله تنبوات عما سيكون عليه حال المجتمع الاسلامي بقدر ما كانت تفسيرا صحيحا للسنن الالهية التي استوعبها الامام استيعابا شاملا و وعي كل ما جاء به القرآن في هذا الصدد، فهو ابن القرآن و ربيب الوحي..


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 98.