لتكن الدولة في أيدينا الي الأبد
و النقطة الثانية التي حول بها معاوية مجري الدولة الاسلامية و مسارها الصحيح، هو تكريسه لوارثة العرش من قبل أبنائه، فلا شك أنه لم يكن يسعي لكي يتولي يزيد الحكم و ليحدث بعدها الطوفان و ليواجه ما يواجه من مشاكل و صعوبات.
و انما أراد يمهد الأمر ليزيد و أبنائه من بعده ليتولوا أمر الأمة و قيادتها بيسر و سهوله دون صعوبات أو مقاومة.
أما النقطة الثالثة، فهي تحويل الأمة بأجمعها الي أداة بيد هذا الحكم، و لابد أن يبدأ ذلك من مكان بعينه يكون نواة لذلك أو بؤرة لتحقيق ذلك، و لابد أن تكون هذه النواة من أكثر البيوت صلاحية لتقبل الأفكار الغربية عن الاسلام، كشعب أو مجتمع بعينه ثم ينسحب الأمر علي باقي شعوب الأمة الاسلامية. و هكذا عمل معاوية لجعل شعب الشام نواة للأمة التي أراد التسلط عليها و قيادتها، و عمل علي تربيته تربية أموية (معاوية) [1] خالصة تدين بالولاء له شخصيا و لعائلته و تتحيز اليه تحيزا تاما و بدون تحفظ أو روية.
پاورقي
[1] نسبة الي معاوية نفسه.