بازگشت

نعطي من يخدمنا


ان النظام الأموي بوصفه القوة و الثروة في أيدي (صفوة مختارة) جعلها صفوة حاكمة - يكون قد كرس لايجاد طبقة طاغية أرستقراطية - حسب التعابير الأجنبية - تستأثر بالحكم و ما يحققه من مكاسب و امتيازات، و بذلك يسحب البساط من تحت الأمة و يجردها من سيادتها و قوتها و يجعلها فريسة لهذه الطبقة الطفيلية الطارئية المقربة من الحكم و الساندة له بحكم ارتباط و تشابك المصالح و بحكم المصير الواحد، ليضمن عدم وقوفه وحده (أو العائلة الأموية) وحدها بمواجهة الأمة باعتباره عنصرا طارئا غريبا عن الاسلام، و قد سيطر علي كل مقدراتها و ثرواتها و حد من حقوقها و حريتها، فوضع الي جانب العائلة الأموية طوائف كبيرة من الحاشية و القادة العسكريين و (الصحابة) و (العلماء) و المفسرين و قادة القبائل و القصاصين و (الفقهاء) المأجورين و غيرهم لتعزيز مواقفه أمام الأمة و ابرازها علي أنها المواقف الصحيحة ليكون في موضع السيطرة الدائمية و لتكريس نظام يقترب من الأنظمة الطاغوتية المألوفة، مستغلا المال الذي جباه و حصله بمختلف الطرق و الأساليب لتعزيز نفوذه و قوته و اجبار الأمة علي معايشة و تقبل هذا النمط الجديد البديل للنمط الأصلي الذي أرست دعائمه و وضعت أسسه قيادة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و الذي يعتمد الأمة كلها و يشركها في


كل فعاليات و مسؤوليات الدولة و نشاطاتها كصاحبة شأن و صاحبة مصلحة حقيقية و ذات علاقة و مسؤولية مباشرة في كل أمر من أمور الدولة الاسلامية، لا كرعية خاضعة لشخص حاكم معين أو جماهير مسحوقة مركونة في زوايا مهملة و بعيدة عن اهتمامات الدولة.

و قد كان اغراق هذه الطبقة المحسوبة علي النظام و المقربة منه بالأمول و مظاهر القوة و النفوذ بشكل كيفي و حسب مزاج (الخليفة) و علي هواه، أول مظاهر الانتقال بالدولة الاسلامية من دولة اسلامية حقيقية لها شكلها الخاص الي دولة طاغوتية هرقلية أو فرعونية أو كسروية، لها نفس مظاهر و شكل تلك الدول، و ان بقيت تحمل اسم الدولة الاسلامية و تتبني بعض شعاراتها المعلنة، لأن الاسلام لا يزال هو الغطاء (الشرعي) الذي تتستر به و المبرر الذي أعلنته - بزعمها - لوجودها و استمرارها.

و قد بدأت الفروق الطبقية تبرز بشكل حاد و واضح في هذه الدولة (الاسلامية) البديلة عن دولة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و الخليفة لها.!!.