بازگشت

دولة الاسلام قامت علي الاستجابة الحقيقية


لحاجات الناس و مطالبهم

ان دولة الاسلام ليست طوباوية و لا مدينة فاضلة تخيلها فيلسوف و تمني أن يعيش فيها الناس، و انما هي دولة قائمة علي الاستجابة الحقيقية لحاجات الناس و مطالبهم دون تفريط أو اخلال بين حقوقهم و واجباتهم و تقيم موازنة عادلة بين هذه الحقوق و الواجبات علي أساس عملي قائم من صميم الحياة، لأن الذي أوجدها و أرادها هو خالق الحياة نفسها و واهبها.

لذلك فان ما يمكن أن يغفل عنه من يتصدي لمهمة التشريع للآخرين. لا يمكن أن يغفل عنه خالقهم و مربيهم. و قد أعد لكل صغيرة و كبيرة حسابها، و لم تكن قوانينه و أحكامه مجرد توجه أخلاقي بحت، و انما ربط هذا التوجه الأخلاقي بمجمل الالتزام بكل القوانين و الأحكام، الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها و جعل هذا الالتزام و درجته مقياسا لاستجابة الفرد لله سبحانه و خضوعه و اسلامه و عبادته. فالعبادة في الاسلام لا تعني مجرد أداء الفرائض، و انما الالتزام بكل ما جاء به الاسلام و عدم اهمال أي جانب منه أو تغليب جانب علي آخر.