بازگشت

الي الفرعونية من جديد


كان الحكم الأموي في محاولة منه لتثبيت وجوده ككيان مسيطر علي الأمة الاسلامية، يعمل علي استقطاب أعداد كبيرة ممن يري أن لهم نفوذا و مركزا و مكانة


في المجتمع من رؤساء القبائل و القادة العسكريين و (الصحابة) و المحدثين و الفقهاء و القصاصين و الشعراء و غيرهم بمنحهم ثروات أسطورية و التغاضي عما في أيديهم من كسب غير مشروع. و كان بذلك يمهد لظهور طبقة متنفذة متسلطة حاكمة أو مقربة من الحكم لا تطالها سلطة (القانون) و تتمتع بامتيازات استثنائية. و كان بذلك يستدرج الأمة كلها للوقوع في مأزق الطبقية الذي وقعت فيه أمم عديدة و كان سببا لدمارها و انحطاطها و بؤس الأكثرية من أبنائها، و الذي حاول الاسلام تخليص الأمة المسلمة منه بوضع قانونه العادل في العطاء و التعامل و في كل مجال حياتي آخر، و كانت جناية كبيرة علي الأمة الاسلامية، وضعت أساسا لحكم طبقي فرعوني تستعبد فيه الأقلية الأكثرية، و قد تكررت صوره و أشكاله حتي بعد زوال الحكم الأموي، حيث رأي الحاكمون أنه الطريق الأفضل لتثبيت سلطتهم و بقائهم و بقاء أبنائهم من بعدهم في سلسلة متصلة من الحكم الوارثي لم يختلف عن رأي حكم طاغوتي آخر الا بتبنيه بعض شعارات الاسلام و طقوسه بعيدا عن روحه و مبادئه و قيمه.