بازگشت

محاولات لتدمير الاسلام


لقد كان معاوية، بانتهاكه المعلن لأسلوب التعامل المالي و توزيع الثروة في الاسلام و أسلوب العطاء و أسسه و جعل المسألة أمرا كيفيا، يحاول أن يغير الاسلام برمته. و لو قد تمعنا بالأمر لرأينا أن الاسلام لم يكن بالنظام الأخلاقي المجرد الذي يهتم ببعض المظاهر السلوكية المظهرية رغم أنه يوليها اهتماما ملحوظا، و انما هو نظام كامل أنزل لينظم حياة البشر و كل فعالياته علي أساس واحد و نظرة واحدة. فالمسألة الاخلاقية في السلام لم تكن لتقام الا علي أساس الاداء الكلامل للتعاليم الاسلامية و عدم اهمال بعضها بأية ذريعة أو حجة. و ما نحسب أن أحدا من المسلمين يحسب الاسلام يدعوه الي (الزهد) و الرهبنة كحالة سلبية ممقوتة، بل أن الزهد في الاسلام يعني ترك ما في أيدي الناس و اعطاء كل ذي حق حقه و عدم التجاوز علي الآخرين و الاستئثار و جمع الاموال بكافة الطرق المتاحة المشروعة و غير المشروعة. إن الاسلام علم أن للناس مطالب حياتية ملحة و حاجات أساسية لابد لهم منها. غير إنه أراد تنظيم كل ذلك.