بازگشت

لماذا زال الملك عنهم


و كانوا بخروجهم عن الاسلام يمهدون لخروجهم من (الخلافة) و السلطة التي ادعوها لأنفسهم و ظلوا متشبثين بها طوال ألف شهر. لقد كانت تلك سنة الهية، لم يدركوا أبعادها و لم يفهموها طيلة حكمهم، و لم يكونوا يدرون أنهم في الوقت الذي كانوا يعملون فيه علي حسر الاسلام و ابعاده عن الحياة، فانهم كانوا يعملون أيضا علي ازالة البراقع و أغطية الشرعية التي تستروا بها أمام الأمة.

و قد (سئل بعض شيوخ بني أمية عقيب زوال الملك عنهم الي بني العباس عن سبب ذلك، فقال: انا شغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا، فظلمنا رعيتنا فيئسوا من أنصافنا، و تمنوا الراحة منا، و تحومل علي أهل خراجنا فتخلوا عنا...) [1] .


و قد كان أحد ملوك النوبة قد قال لهم بعد أن استنكر أعمالهم و استمع الي وصفهم لحالهم: (... أنتم قوم قد استحللتم ما حرم الله، و ركبتم ما نهاكم عنه، و ظلمتم من ملكتم، فسلبكم الله العز و ألبسكم الذل بذنوبكم و لله فيكم نقمة لم تبلغ غايتها) [2] .

انها سنة الهية، مدونة في أسفار الرسالات و في أسفار الحياة، و لابد للجميع أن يفهموها و أن لا ينقادوا وراء ما انقاد اليه بنوأمية و غيرهم، فأصبحوا عبرة لغيرهم، بعد أن يفهموا هذه السنة المبينة، و الذين بدوا و كأن مهمتهم الأساسية التي عملوا لها طلية حياتهم، هي محاربة الاسلام و تهديمه و مخالفته.


پاورقي

[1] مروج الذهب ص 275.

[2] العقد الفريد 204 - 203 / 5 و قد رويت في مروج الذهب (أن ملک النوبة قال لعبدالله بن مروان (الحمار): أنتم قوم استحللتم ما حرم و رکبتم ما عنه نهيتم، فظلمتم فيما ملکتم فسلبکم الله العز و ألبسکم الذل بذنوبکم. ولله فيکم نقمة لم تبلغ غايتها منکم) ص 348.