بازگشت

معاوية وريث رسول الله؟


هل كانت الدولة الأموية الوليد الطبيعي لدولة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و أمير المؤمنين عليه السلام؟

لقد كان لهذا النصر الذي أحرزه المسلمون أسبابه و شروطه و تكاليفه، و لو كانوا قد أخلوا بشرط من هذه الشروط، لكان نصرهم قد انقلب الي هزيمة و اضمحلال. فلم يكن الله ليمنح أعداءه نصره، و انما لأوليائه الذين يسعون لنصره و انتهاج طريقه (هؤلاء هم الذين ينصرون الله اذ ينصرون نهجه الذي أراده للناس في الحياة، معتزين بالله وحده دون سواه. و هؤلاء هم الذين يعدهم الله يعدهم الله بالنصر علي وجه التحقيق و اليقين. فهو النصر القائم علي أسبابه و مقتضياته. المشروط بتكاليفه و أعبائه، و الأمر بعد ذلك لله، يصرف كيف يشاء، فيبدل الهزيمة نصرا، و النصر هزيمة عندما تختل القوائم، أو تهمل التكاليف «و لله عاقبة الأمور» انه النصر الذي يؤدي الي تحقيق المنهج الالهي في الحياة، من انتصار الحق و العدل و الحرية المتجهة الي الخير و الصلاح. المنظور فيه الي هذه الغاية التي يتواري في ظلها الأشخاص و الذوات و المطامح و الشهوات. و هو نصر له سببه، و له ثمنه و له تكاليفه و له شروطه، فلا يعطي لأحد جزافا أو محاباة و لا يبقي لأحد لا يحقق غايته و مقتضاه) [1] ... و هذا النصر مشروط كما أوضح القرآن الكريم بآيات بينات لا لبس فيها و لا مجال لتأويل أو تحريف.

(يا أيها الذين ءامنوا ان تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم...) [2] .

(انا لننصر رسلنا و الذين ءامنوا في الحيوة الدنيا..) [3] .

(و لينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) [4] .


پاورقي

[1] في ضلال القرآن - سيد قطب ص 2428.

[2] محمد 47.

[3] غافر - 4.

[4] الحج 22.