بازگشت

سلب الخلافة، سطو غير عادل علي مكاسب المسلمين


ان مجرد تصدي معاوية لحكم المسلمين، يعني السطو المعتمد علي مكاسب كل أولئك الذين شيدوا صروح الاسلام بدمائهم و تضحياتهم و أموالهم و عرقهم. فما كان أولئك، و في مقدمتهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نفسه، ليستجيبوا لهذه الرسالة استجابة تامة، و يقيموا حكم الله في الأرض، و يقدموا علي كل ما أقدموا عليه، لتكون محصلة المكاسب التي انتزعوها من أنياب الشرك و الطاغوت لقمة سائغة بفم معاوية و يزيد من بعده و بيد أضرابهما و أشباههما من آل أمية و غيرهم.

هل كان الذين استشهدوا في بدر و أحد و غيرها من معارك الاسلام الخالدة، و كذلك الذين هاجروا و الذين نصروا و كل المجاهدين، و قد بذلوا ما بذلوه في سبيل تكريس حكومة الله علي الأرض ليجعلوا ذلك مكسبا شخصيا لمعاوية و يزيد و غيرهما يتصرفون به كيف يشاءون، و علي هواهم دون وازع أو مانع أو كابح؟.

و هل كان هؤلاء الذين نصروا الله في أفعالهم و أقوالهم حتي يتم لهم النصر الحاسم بذلك الشكل الذي تم ليتولوا خلافة الأرض و عمادتها و سياسة الناس و تصريف شؤونهم علي أساس الشريعة الالهية وحدها. هل أنهم أدوا ما كان واجبا عليهم أن يؤدوه بعد أن تم لهم النصر.

هل أقاموا الصلاة و أتموها و أعطوها حقها، و أدوا الزكاة و لم يتلاعبوا بها. و توجهوا الي الله وحده يستقبلون كعبته المشرفة بوجوههم و قلوبهم. و أمروا بالمعروف و عملوا به، بعد أن امتلكوا القدرة علي العمل به، و نهوا عن المنكر و لم يرتكبوه. هل أدوا كل ذلك لتكون المحصلة في النهاية دولة من دول الطواغيت التي تكررت و شاهدها العالم بأشكال مختلفة..؟.