آسف علي الجهاد الضائع
ما ذنب المسلمين حتي نثار الزوبعة
و نعود الي كاتبنا الاسلامي الكبير محمد قطب، و أؤكد عليه هنا، و لعل مرد ذلك اعجابي السابق به و بمواقفه و كونه أخا للشهيد سيد قطب الذي لم يتنازل عن مواقفه لارضاء الحاكم المتستر بالاسلام و الشعارات الاسلامية أيضا. لقد كنت آمل أن يكون موقف الكاتب الكبير أكثر وضوحا و دقة و واقعية و ابتعادا عن التفاؤل المضلل الذي لن يؤدي الا الي المزيد من الأخطاء و الانتكاسات و هو يتناول تاريخ حقبة دقيقة من تاريخنا الاسلامي كان لها أكبر الأثر في النتائج السلبية التي شهدها و يشهدها المسلمون علي مر العصور و اختلاف الأمكنة.
يقول الأستاذ محمد قطب: (ان قوما من المسلمين تهولهم الزوبعة التي غشيت المجتمع المسلم بالنزاع بين علي و معاوية و بمقتل عثمان من قبل، فيحسبون أن الاسلام قد توقف أو انتهي عند هذه النقطة. و لكن الواقع أوقع من الظن.
الزوبعة حقيقية لا شك فيها و المد الاسلامي بعدها حقيقة لا شك فيها كذلك! فما بالنا نقف عند الزوبعة و لا نلتفت الي المد؟! انها معجزة هذا الدين أن يستوعب الصدمة المدمرة، ثم يقوم معافي يستأنف نشاطه كأنه لم يصبه شي ء) [1] .
پاورقي
[1] کيف نکتب التاريخ ص 98.