بازگشت

فما آخذ من مال الله فهو لي معاوية


و اذا كان معاوية يعرف حزم الامام في هذه المسألة المهمة، و هي مسألة المساواة في العطاء حتي أنه ساوي نفسه مع الآخرين، فانه رد عليها باعلان رسمي


واضح (و عنده وجوه الناس قائلا: الأرض لله و أنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي، و ما تركت منه كان جائزا لي) [1] .

ان نظرة معاوية هذه و اعطائه لنفسه الحق المطلق في العطاء، ما دام هو (خليفة الله) نظرة هرقلية أو قيصرية بحتة تلبس ثوبا جديدا، و قد جعلت من معاوية سلطان الأرض الذي يحكم كيفما يشاء و بأي أسلوب، و كأنه مخول من الله ليعمل ما يشاء وفق رغباته و هواه.

ان تصريحه هذا يشكل استهانة تامة بالخالق و انكارا لدوره و شريعته و دينه و استهتارا أعماه و لم يجعله يري أي شي ء أمامه، لا الخالق، و لا الأمة التي حكمها بالعسف و الارهاب.

و لو قيل: اننا نشك بصحة صدور هذا القول عن معاوية و هو الداهية الأريب.

لقلنا: ان واقع حال معاوية و تصرفاته الفعلية، تدل علي أنه لا يتحرج من التصريح بأمثال هذه الأقوال علنا و علي رؤوس الأشهاد و أمام الأمة كلها؛ فهو قد جسده عملا حقيقيا و فعلا، فلم يستحي من قول ما يقوم بفعله؟

ان دخوله (رسميا) في الاسلام، أتاح له أن يرفع الشعارات الاسلامية نفسها و استخدامها في حربهم الشرسة ضد الاسلام و المسلمين ممثلين بقائدهم الحقيقي الامام عليه السلام. فهي كانت حربا سببها احتمال انهيار مصالح الطبقة الجديدة التي قضي عليها الاسلام و أوشكت أن تعود أقوي مما كانت. و التي أصبح القضاء عليها ثانية من قبل الامام عليه السلام أمرا واردا، بعد أن أعلن عن عزمه علي محو كل عوامل الانحراف


پاورقي

[1] مروج الذهب ص 53.