بازگشت

نزاع غير متكافي ء


لم يكن (النزاع) بين علي عليه السلام و معاوية الذي برر خروجه و انحرافه الواسع بالانحرافات السابقة التي غيرت مفهوم الخلافة و أساسها و شكلها الحقيقي و تماديها في العطاء الكيفي، و عملت علي انشاء مراكز قوة ثرية و متسلطة و مقربة من السلطة. لم يكن نزاعا عاديا بين شخصين متكافئين وفق كل المقاييس و المعايير السماوية و الانسانية. و كانت (الارستقراطية) القرشية المنتعشة بفعل الامتيازات العديدة الممنوحة لها قد وضعته أمامها ممثلا لكل المصالح التي أوشكت أن تتسرب من بين يديها و تذهب غمرة ارتفاع المد الاسلامي في عهد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، و كذلك في عهد أميرالمؤمنين عليه السلام.

و اذ أنها استعادت بعض أملها بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم بابعاد القيادة الحقيقية المؤهلة لاكمال المسيرة، فان هذه الآمال اتسيعت في عهد عثمان الي أبعد حد عندما وجدت أنها تحقق الآن مكاسب أكثر مما حققته قبلا. و قد رأينا الأموال الهائلة التي (حصل) عليها بعض المسلمين أمثال طلحة و الزبير و عمرو بن العاص و مروان و معاوية و غيرهم و المواقع المهمة التي احتلوها في الدولة الاسلامية التي قادها عثمان. و أنها استطاعت الافادة من (الدين) و استثماره بشكل قد تكون قد ندمت معه علي أنها حاربته قبلا.

و عندما أو شكت هذه المطامع أن تتلاشي معها كل المكاسب التي حصلوا عليها لاحتمال عودة القيادة المؤهلة الأداء دورها التاريخي لتصحيح المسار و الأخذ بيد الأمة


نحو طريقها و أهدافها الصحيحة، كان هذا الاحتمال أكبر عامل لاستفزاز هذه القوي، و دفعها للقيام بحملة شرسة مضادة للامام، مستثمرة كل امكاناتها و مكانتها و سمعتها للوقوف بوجهه و اعلان الحرب عليه منذ اللحظة الأولي لاستلامه مهام القيادة، كما فعلت معه قبل ذلك و بذلك كل جهودها لصرف الخلافة عند خلال حكم الخلفاء الذين سبقوه.