بازگشت

الحجاج يرسل الرسل لتهنئة عبدالملك علي عطاسه


انه يتنازل الي أبعد درك هابط من الذلة، حينما يكتب اليه: (.. بلغني ما كان عطاس أميرالمؤمنين و من تشميت أصحابه له ورده عليهم. فياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) [1] .

ان نعت الخليفة من قبل أعوانه و مريديه و وصفه بالمعصوم و أميرالمؤمنين و خليفة رب العالمين و المؤيد بالولاية و المفضل علي الأنبياء و الرسل و الملائكة و الذي هو أكرم عند الله حتي من الرسول نفسه.! و قبول الخليفة لهذه الصفات و كأنها


أمر مقرر واقعي و صحيح، يدل علي منتهي الاستهانة و الازداء بالرسالة العظيمة التي جاء بها الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم. فكأن الخليفة هنا قد تلقي أمر استخلافه من الله مباشرة، و أنه كان خليفة الله بعهد مباشر، لا خليفة رسول الله كما ينبغي أن يكون فعلا. و مع ذلك فان هذا التمادي الذي ولده الأمر الواقع المعاش و هو وجود عبدالملك و أضرابه علي رأس السلطة حاكما مستبدا عاملا بأمره و هواه، قد سوغ له أن يعتقد أو يجعل الناس يعتقدون بأنه يتمتع بموقع ممتاز قريب من الله لا يتمتع به رسول الله نفسه.

فلا عجب أن أعلن الوليد بعد ذلك كما أعلن يزيد قبلا انكاره للخالق و الرسالة علي السواء.


پاورقي

[1] المصدر السابق 286 / 5.