بازگشت

العالم الرباني... وريث علم الرسول


«يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما».

لقد رفض الامام عليه السلام أن يلتزم نهج الخليفتين السابقين و قال: (اعمل بمبلغ علمي و طاقتي) لأنه كان أعرف بنفسه من الجميع و كان يدرك عمق صلته بالاسلام و قوة انفعاله بمعطياته المختلفة، فهو أول الأئمة الذين (عقلوا الدين عقل وعاية و رعاية لا عقل سماع و رواية) [1] كما عبر هو عن نفسه (يرفع لي - يقصد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم - في كل يوم من أخلاقه علما و يأمرني بالاقتداء به. أري نور الوحي و الرسالة، و أشم ريح النبوة) [2] و قد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم (انك تسمع ما أسمع و تري ما أري، الا أنك لست بنبي و لكنك وزير و انك لعلي خير) [3] .

ان تلك البصيرة المتفتحة، رفضت أسلوب توزيع المناصب الذي جري بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالشكل الذي تمت فيه، ليحجز منصب الخلافة لقريش لمجرد أنها قريش. فقد صرح: (ان ولي محمد صلي الله عليه وآله وسلم من أطاع الله و أن بعدت لحمته، و ان عدو محمد من عصي الله و ان قربت قرابته) [4] و قد سخر عليه السلام عندما انتهت اليه أخبار


السقيفة و قول قريش للأنصار بأنها شجرة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، فقال عليه السلام (احتجوا بالشجرة و أضاعوا الثمرة) [5] .

لقد حاول معاوية - كما قلنا - استثمار هذا الأمر و هو أنه من قريش شجرة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم التي ينبغي أن تختص وحدها بخلافته، أما من يكون هذا الخليفة، فهو لا يهيم ما دام قد خرج منذ البداية عمن كان ينبغي له أن يكون خليفة. و قد عمل علي ترسيخ أمر آخر و استثماره و هو اختصاص الخلافة بسلالته و العمل علي أن لا تخرج منها بأي حال من الأحوال بعد أن أصبح هو (خليفة) وعض هذا المنصب بالنواجذ. و قد أوجد حالة جديدة لم يكن أحد قبله يجرؤ عليها و هو تمهيد الأمر لأولاده من بعده. و قد اعتذر عمر عندما أشير عليه أن يولي ابنه قائلا: (حسب آل الخطاب أن يحاسب منهم رجل واحد من أمة محمد صلي الله عليه وآله وسلم) [6] .


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 677 - 437 - 509.

[2] نفس المصدر.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر.

[5] المصدر السابق ص 98.

[6] القعد الفريد 25 - 5.