بازگشت

تالله ما فعلت علوج أمية


انهم يدركون أنهم اذا ما تناقشوا مع (المعارضة) - التي كانوا يعتقدون أيضا أنها ستنبع من أبناء عمومتهم العلويين بقيادة آل البيت - علي أساس مبدئي عقائدي، فانهم لن يستطيعوا أن يصمدوا و لن يستطيعوا أن يثبتوا لهم حقا، و من هنا كانت الذرائع و الأساليب الأموية خير معين لهم، الا أنهم استعملوها بأسلوبهم الخاص استعمالا مغايرا من حيث الشكل متشابها من حيث المضمون.

فهم أقرب الي الرسول صلي الله عليه وآله وسلم من آل أمية الذين ادعوا قرابته الوثيقة و ارتباطهم الشديد به، و ربما ادعوا أنهم أقرب اليهم من الامام عليه السلام نفسه، كما حاول معاوية أن يوحي بذلك لأهل الشام خاصة، و قد تذرعوا بقربهم منه و من آل علي عليه السلام - العلويين - و طالبوا بالخلافة باسمهم أول الأمر و حاولوا انتزاعها من الأمويين بهذه الذريعة. و قد روي لنا أن محمد بن عبدالله بن الحسن كتب الي المنصور بهذا المعني قائلا: (و انما ادعيتم هذا الأمر بنا و خرجتم اليه بشيعتنا و خطيتم بفضلنا و ان أبانا عليا عليه السلام كان الامام، فكيف تتم ولاية ولده، و قد علمتم أنه لم يطلب هذا الأمر أحد بمثل نسبنا و لا شرفنا، و أنا لسنا من أبناء الظئار و لا من أبناء الطلقاء) [1] .

و كان مما تذرعوا به لنيل الحكم قتل يزيد للحسين عليه السلام. (استغل بنو العباس مقتل الحسين عليه السلام فدعوا لبني هاشم ثم لأنفسهم خاصة) [2] و قد (احتج العباسيون علي الأمويين بقتل الحسين و مسلم و ابراهيم بن محمد و زيد بن علي و يحيي بن زيد.. الخ) [3] .

و هكذا أعادو ما فعله معاوية حينما طالب بدم عثمان - باعتباره ابن عمه و ولي دمه - مع أنه سعي و جهد لقتله - كما رأينا. و قد احتج هؤلاء بثارات الحسين عليه السلام و آل أبي طالب، ثم عندما استلموا السلطة تنكروا لأولئك الذين جعلوهم ذريعة للوصول الي هذه السلطة.

لقد سعي الجميع لتثبيت الوضع و تجميده علي الأسس التي وضعوها، ملكية


و راثية مستبدة، مطلقة و غير مقيدة. قول (الخليفة) هو القانون و عمله هو (السنة) و أحكامه هي الضرورة.!.


پاورقي

[1] العقد الفريد / 224 - 308.

[2] المصدر نفسه.

[3] مروج الذهب 300 - 299.