بازگشت

لابد من استعراض الأخطاء


لابد لنا من تحديد المسؤوليات و الأخطاء. و لسنا نحاسب هنا، بل المحاسب هو الله سبحانه، كما نقر ذلك مع مؤرخنا الكبير، غير أننا نتساءل: لماذا لا ينبغي استعراض ما مر بأمتنا من أحداث و وقائع؟ و لماذا لا ينبغي تشخيص المسؤولين عن أسباب الانحراف الذي وقعت فيه؟ و لماذا الصحوة الاسلامية اذا ما كنا نقر الانحراف الأول و نتقبله باعتبار أن شره قد زال و أن علينا أن لا نذكر موتانا الا بالخير؟ و لماذا الفرح بهذه الصحوة التي كان يمكن أن تتم منذ زمن بعيد؟ و ما معني هذه الصحوة؟ أليس لاعادة الأمور الي نصابها و اعادة الاسلام الي أصله و صورته الحقيقية؟ أليس كاتبنا من أنصار الصحوة الاسلامية و دعاتها؟.

هل كان يقر معاوية أو يزيد و أفعالهما لو كان يعيشان الآن، و يقفان علي رأس السلطة القائمة ممثلين للاسلام؟ أما كان سيتصدي لهما و يقف في مقدمة الرافضين لهما لخروجهما الواضح عن الاسلام.

لماذا لا نحاسب بني أمية و غيرهم بعدل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و علي عليه السلام و لماذا لا تعرض تصرفاتهم علي القرآن الكريم و السنة المطهرة لنري مدي تطابقها معهما، ما داموا قد أخذوا علي عاتقهم استلام مركز القيادة نيابة عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، (خلفاء) له؟ تري من يحاسب علي الانحراف ان لم يحاسب قادته؟ أم أننا نتغاضي عن محاسبتهم لأنهم قادة و خلفاء و أولو أمر قد بايعناهم و أصبحت بيعتنا لهم أمانة في أعناقنا و قضي الأمر. و كأنه قدر محتوم؟.

و لماذا يظن ظان أن نظرة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و من بعده الامام عليه السلام نظرات غير واقعية و خيالية و (مثالية -غير قابلة للتطبيق، علي نمط المدينة الفاضلة)، مع أن الاسلام أنزل كدين عملي واقعي ليطبق و يحكم و يسود، لا لينبذ و يهمل و يوضع علي الرفوف بعد نصف قرن فقط من رحيل الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم؟