بازگشت

شعارات كاذبة


ان رفع الشعارات التي يبدو التكلف و الافتعال فيها واضحا مثل تلك التي تدعو الي عدم نزع يد الطاعة و الحفاظ علي وحدة المسلمين و اجماعهم و غيرها - و التي ذكرنا قسما منها - سيتيح لهؤلاء الحكام (المبايعين) القيام بالمزيد من الممارسات القمعية لاسكات أي صوت معارض منتبه لهذا التوجه الماكر الخبيث الذي يريد العبث


بمكتسبات المسلمين و الهبة الالهية التي أعطتهم تشريعا كاملا ينظم حياتهم علي أساسه. ان أقل مساس به يعني المساس بمصالح المسلمين لا علي مدي الفترة الزمنية المعاصرة و انما حتي علي المديات اللاحقة. فما يقوم به (خليفة) علي أساس مبرر من قبل فقهاء الدولة و محدثيها و مفسريها و قصاصيها سيصبح سنة سيئة يتحمل مع مأجوريه وزرها و وزر من عمل بها الي يوم القيامة.

و من هنا كان تحذير الرسول محمد صلي الله عليه وآله وسلم الشديد بتجنب سن هذه السنة السيئة. اذ من يمتلك صلاحية التغيير و احداث ما يتعارض من السنن الالهية و الشرائع السماوية؟.

ان من يتربع علي القمة جدير بأن يكون في مستواها. و اذا ما استن سنة، و قد جعل من نفسه مثلا أعلي بديلا للمثل الأعلي الأبدي، فان كثيرين ممن تبهرهم شخصيات القمة هذه بفعل التضليل و الاعلام المأجور قد يستعيضون بها عن السنة الالهية، فيصبح ما يبيحه هو المباح و ما ينهي عنه هو المحضور حتي و ان كان ما يبيحه حراما و ما يحضره واجبا.

و قد استثمرت هذه الشعارات بشكل حقق (فوائد) كبيرة تفوق تلك الخسائر التي صرفت لنشرها علي شكل أحاديث مفتراة و آيات قرآنية مؤولة و مفسرة بشكل مغاير لما يراد منها.

و قد رأينا كيف (استثمرها) معاوية في البداية، و استثمرها يزيد في واقعتي الطف و الحرة علي وجه الخصوص للتعتيم علي جريمتيه الكبيرتين في هاتين الواقعتين، و جعل (علماء المسلمين) و (بعض الصحابة) ينظرون لمن دونهم من الناس و يروون أحاديث مكذوبة عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و يصورون القمع الوحشي الذي قام به (الخليفة) و كأنه الأمر الوحيد الذي كان لابد من القيام به، و كأنه أحد حقوقه المشروعة الممنوحة له من الله عزوجل، و أحد واجباته و تكاليفه الشرعية لرد (الضالين) و (المفرقين) الي حضيرة الاسلام. و جمع الأمة المسلمة. (كما وقع زمن الحرة، فانه بعث اليهم من يردهم الي الطاعة، و أنظرهم ثلاثة أيام. فلما رجعوا قاتلهم و غير ذلك. و قد كان في قتال أحد الحرة كفاية! و لكن تجاوز الحد باباحة المدينة ثلاثة أيام. فوقع بسبب ذلك شر عظيم) [1] .



پاورقي

[1] البداية و النهاية 235 - 8.