بازگشت

الطقوس الظاهرية لتحسين الصورة


لقد أرادوا للاسلام أن لا تظل منه سوي طقوسه الظاهرية - ما دامت لا تضرهم و لا تقف أمام مصالحهم، أما ما عداها فهو من مسؤوليتهم و مهامهم الشخصية البحتة يتحكمون بها كيف شاءوا و أني شاءوا.! و هكذا جعلوا حتي الصلاة حلقة أو قلادة يزين بها الطاغية عرشه ليبدو في أجمل صورة أمام المسلمين المؤمنين بهذه الشريعة المقدسة.

كانت مهمة الأمويين تحجيم الاسلام و تجميده، بل و تحجيره اذا جاز التعبير - ما دام أمرا لابد منه - ليظل يؤدي كطقوس في أروقة المساجد و المعابد: و ليظل الكتاب العظيم يتلي في هذه المساجد المزخرفة الفخمة الجميلة التي بنوها لتزيين ملكهم أيضا و للتدليل أمام الأمة المسلمة علي أنهم يكنون للاسلام أكبر حب و تقدير. و ها هم يقومون بالانفاق علي عمارة هذه المساجد بل و الاكثار منها و افساح المجال للقراء للجلوس فيها و الصلاة و تلاوة الذكر و القصص و الأحاديث الموضوعة و المكذوبة (و غير الضارة) كتلك التي لا تؤدي الي تفريق المسلمين بزعمهم، بالضبط كما يفعل كثيرون من نظرائهم اليوم لنفس السبب و لنفس الدوافع.

لقد أباح الأمويون للناس تعلم المباح من الأمور و لم يسمحوا لهم بتعلم المحظورات و المحرمات - كما ورد بأحد أحاديث الامام الصادق عليه السلام، لأنهم لو سمحوا لهم بذلك لاجتبنوا هذه المحظورات و لدعوا أول ما دعوا خلفاءهم لاجتنابها.

أريد للاسلام في ظلهم أن يظل مظهرا يزين به الخلفاء عروشهم و أريد للقرآن أن يرتل بصوت جميل ما داموا يستفيدون من بعض آياته لتدعيم حكمهم بعد تأويلها و تفسيرها بشكل محرف، أما تطبيق أحكامه و الأخذ به فهذا هو الأمر المستبعد، و ما علي أحد من المسلمين أن يفكر بذلك.