بازگشت

علي طريق الاعداد للحكم تحسين الصورة دعوة يزيد للصلاة...


و قد رأينا أن طبيعة وصايا معاوية ليزيد في هذا المجال لم تكن تهدف الا لتحسين صورته في نظر الناس باعتباره قائدهم و خليفتهم المرتقب؛ فهو لم يحاول منعه عن الشراب مثلا الا لأن ذلك يفتح عليه عيون الناس و يدركون أي خليفة ما جن خليع يقف علي رأس مسؤولي الدولة الاسلامية الكبيرة، لا لأنه رجس من عمل


الشيطان و أنه محرم عليه كمسلم ينبغي عليه الالتزام بدينه. و قد دعاه الي اقامة الصلاة أمام الناس و التظاهر بالمحافظة عليها، لأن ذلك يعزز من مركزه و يقربه من الأمة متي ما علمت أنه ملتزم بها، و لم يؤكد عليه لاقامتها لأنها فرض واجب من الله و أنه اذا ما أبطلها فكل عمل له باطل.

(و أحضر الصلاة: فانك اذا فعلت ما أوصيك به، عرف الناس لك حقك و عظمت مملكتك و عظمت في أعين الناس) [1] .

لقد أراد استثمار الاداءات الطقوسية الظاهرية و توظيفها لأجل أن يتقرب و يقرب ابنه بها من الناس، ليزداد في أعينهم حبا، لا لأنها فريضة مكتوبة يعلن بها الانسان ولاءه و خضوعه المطلق لله. و قد لجأ اليها كأسلوب دعائي مألوف يبين فيه أن الخليفة المرتقب ليس كما يصوره بعض الناس، و هو حتي و ان كان معروفا بشذوذه و مجونه، فان الأمل فيه يجب أن لا يفقد نهائيا لأنه لا يزال يحضر الصلاة و يؤديها مع الناس، و هذه الخطوة لابد أن تتبعها خطوات أخري. و اذا فان علي الأمة أن تري فيه أملها الوحيد المرتقب و خليفتها القادم و لا تفكر بالخروج عليه أو عصيان أوامره [2] .



پاورقي

[1] البداية و النهاية - 231 - 8.

[2] و لا نري بأسا هنا من ايراد بعض وصايا أميرالمؤمنين عليه ‏السلام و نداءاته للحث علي الصلاة و الالتزام بها

(صل الصلاة لوقتها المؤقت لها، و لا تعجل وقتها لفراغ، و لا تؤخرها عن وقتها لاشتغال. و اعلم أن کل شي‏ء من عملک تبع لصلاتک) من وصية له لمحمد بن أبي‏بکر حين ولاه مصر. النهج 385 - 384 (والله الله في الصلاة فانها عمود دينکم. و الله الله في بيت ربکم، لا تخلوه ما بقيتم، فان ان ترک لم تناظروا) من وصية له للحسن و الحسين عليه ‏السلام عندما ضربه ابن‏ملجم ص 422 النهج (وليکن في خاصة ما تخلص به لله دينک: اقامة فرائضه التي هي له خاصة. فاعط الله من بدنک في ليلک و نهارک، ووف ما تقربت به الي الله من ذلک کاملا غير مثلوم و لا منقوص بالغا من بدنک ما بلغ..) ص 440 النهج من وصيته له عليه ‏السلام للأشتر. (الفرائض أدوها الي الله تعالي يؤدکم الي الجنة..) من خطبة له عليه ‏السلام - ابن ‏الأثير 84 - 3 (الصلاة قربان کل تقي) النهج 494 و قد وردت نصوص کثيرة بهذا المعني، الا أن الذي يدلل علي أهميتها حرص أميرالمؤمنين بشکل فعلي و علني علي اقامة الصلاة في وقتها حتي زمن الحرب و الاشتباک مع العدو، و کما فعل بعده الحسين عليه ‏السلام في واقعة الطف کما سنبين ذلک في حينه بعون الله.