بازگشت

الخزانة الذهبية و القفاز الفولاذي


و كانت الخزانة الأموية مفتوحة أمام أولئك الذين جعلوا من معاوية قضية تهم جماهير المسلمين في الشام، و كان السخاء يبدو هي الطابع الواضح لمن يريد أن يخوض الميدان في خدمة الدولة الأموية (المتسامحة) في أمور الدين، و التي واجهت الحزم العلوي و الدقة في صرف الأموال في عهد الامام عليه السلام، و هو أمر سهل مهمة معاوية الي حد بعيد وأكد (واقعيته) الأرضية المحبة و نظرته الدنيوية الضيقة التي لم ترتفع يوما الي آفاق السماء، حتي اعتمده أساسا لما سيأتي بعده من عهود.

و متي ما أضفنا الي ذلك سياسة القفاز الفولاذي المبطن بالحرير، التي اتبعها معاوية مع خصومه و التي لم يبذل أي جهد لاخفائها، و برزت بشكلها الدموي المرعب في عهد يزيد، و خصوصا في واقعتي الطف و الحرة، أدركنا أن معاوية كان يستعمل كل الأساليب المتاحة لفرض سيطرة الاسلام الأموي بدلا عن الاسلام الالهي المحمدي، و اتاحة الفرصة لظهور كسروية أو قيصرية أو هرقلية جديدة أمام الأمة، التي أريد لها أن تتنازل عن وجودها القائم علي أساس الاسلام.


لقد حول معاوية شكل الحكومة الاسلامية الي حكومة شخصية استبدادية، جعلت مصالح الأمة كالمال، يرثه الأقرب فالأقرب الي المالك، و ان كرهت الأمة كلها. فكان هذا أصل جميع مصائب الأمة الاسلامية) [1] .


پاورقي

[1] تفسير المنار - الشيخ رشيد رضا ج 12 م 12 ص 995.