بازگشت

في عهد الدولة الأموية، لم يبق من الاسلام الا اسمه


و هكذا فان هذا الاسلام الأموي الذي يتطابق مع نماذج (مستحدثة) مشابهة نشهدها الآن، لا يحمل من الاسلام الا اسمه. و اذ لم تبلغ الجرأة بمعاوية ليخرج عن الاسلام بشكل سافر كما يخرج عليه كثيرون اليوم بكل جرأة و وقاحة، مع أنهم يحكمون باسمه و يدعون تمتعهم بسلطات الهية مطلقة. فما ذلك الا لخوفه من الاسفار عن وجهه بشكل تام، قد يثير حفيظة الناس كلهم، حتي أهل الشام أنفسهم، و هكذا كانت درجة الانحراف قليلة بالقياس الي ما هي عليه اليوم، غير أنها واسعة جدا بالنسبة الي حكومة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و تكاد تقترب من الدرجة التي سبقتها في عهد عثمان.

لقد كان عهد عثمان تمهيدا لمعاوية، و كان عهد معاوية تمهيدا ليزيد و ما بعده.

و كان العهد الأموي برمته تمهيدا لكل ما نشهده من انحراف واسع، شمل كل أقطار الاسلام في مختلف الأزمنة.