بازگشت

معاوية، لم يكن موظفا بل كان ملكا


و لم يكن دور معاوية دور الموظف المعين الذي يؤدي عمله و يتلقي عليه أجرا. و اذا ما صدر اليه أمر رئيسه بأن يترك هذه الوظيفة أو ينتقل الي وظيفة أخري فانه يستجيب لذلك برحابة صدر و لا يري بذلك أي سبب للمضايقة و الانزعاج.

ان مقاييسه الشخصية تجعله يضع نفسه فوق الجميع، حتي أولئك الذين كانوا يستخدمونه كأبي بكر و عمر نفسيهما. و لابد أنه كان يري نفسه متفوقا بشكل كبير علي عثمان. و اذا كان هؤلاء في قمة السلطة، فهل يسكت هذا الداهية الحاذق و لا يفكر في حصة دائمية من هذا الأمر، و ينام قرير العين في ظل من يراهم أقل كفاءة و شرفا و منزلة منه؟ لابد أن الأمر عكس ذلك بالضبط.