بازگشت

الامة ليست قريشا


هل مسألة الحكم الاسلامي مرهونة بقريش عموما أو بالأنصار كونهم من أهل المدينة و أنهم من أنصار الرسول صلي الله عليه وآله وسلم الذين آزروه و نصروه و أعز الله بهم رسالته أو المهاجرين من أهل مكة فقط أو غيرهم، و هل هي مسألة لا يحق مناقشها الا من قبل أهل الحجاز ثم (أهل الشام) فيما بعد، أم أنها مسألة بنيت علي أسس واضحة يعرفها الجميع و قد أوضحناها في الفصل الأول من هذا الكتاب.

انها بالتأكيد لا تخص مجموعة بعينها في زمن معين، و انما تخص عموم المسلمين علي امتداد الأزمان. فليس لجيل أن يفرض و يحكم فيها تصوراته و آراءه هو و انما يضعها علي البساط كمسألة اسلامية عامة، لا تزال نتائج التصرف السلبي فيها و الآراء المتوارثة تواجهنا حتي اليوم، و تنعكس علينا هزائم و تراجع و تدهور و ضمور، و تتيح لكل القوي المعادية طيلة ألف و أربعمائة عام أن تنال منا بشكل خاص و متعمد.

و اذا ما تمت هزيمتنا و تراجعنا مع علمنا و ادراكنا أننا نمتلك ما نمتلك من دين عظيم مؤهل لقيادة البشرية لا قبلا، بل اليوم و غدا و في كل مكان أدركنا عمق الانتكاسة التي نتعرض لها و عمق الجرح الذي أصابنا.