بازگشت

مقاييسنا لكشف الانحراف


ان كثيرا من الباحثين لا يرون مبررا لعرض دولة معاوية علي دولة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لدراسة مدي صلاحيتها و تطابقها مع تلك الدولة الأولي النموذج. و يرون بها


أنه لا امكانية لأحد بامتلاك قدرات الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و امكاناته الفريدة، فمن الطبيعي أن لا تقوم دولة كتلك التي أسسها و قادها الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و أرسي دعائمها و بنيانها، و يرون أن من الطبيعي أن تتنازل و تائر عمل تلك الدولة، و تبتعد عن النموذج الأول، كلما تعدد الخلفاء و بعدت الفترة الزمنية عن العهد الأول؛ فليس الأمر في عهد أبي بكر مثله في عهد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و ليس في عهد عمر مثله في عهد أبي بكر، و ليس الأمر مع عثمان مثله في عهد عمر.

و هكذا فاننا لا ينبغي أن نتوقع أن يكون معاوية كعثمان أو يزيد كمعاوية.. و علي هذا الأساس التنازلي، فان هؤلاء الباحثين قد أوجدوا الأعذار المسبقة لانحراف مروان أو عبدالملك أو الوليد أو هشام أو غيرهم.

و هنا تكمن ملابسات و وقائع تاريخية مهمة تتيح لهم أن يقولوا ما قالوه. اذ أن الأمر كان هكذا فعلا، فقد بدأت و تائر عمل الدولة الاسلامية تتنازل من ناحية المستوي (الكيفي) أو الأدائي العملي علي الأسس الاسلامية الصحيحة.