بازگشت

بطل مسرحي


و قد رويت قصة هزلية عن (قبول) مروان لمنصب الخلافة، و قد أريد بها الايحاء بأنه كان زاهدا عنها و منصرفا الي كتاب الله يتلوه في كل وقت من أوقات يومه، فعند موت معاوية بن يزيد، و اقبال الناس الي ابن الزبير، تشاور رجال بني أمية مع أشراف وجوه أهل الشام، و رفضوا أن ينتقل (ملك أهل الشام) الي الحجاز، ورأوا


أن يختاروا رجلا منهم لهذا الأمر، فوقع اختيارهم علي مروان (فأتوا مروان بن الحكم، فاذا عنده مصباح، و اذا هم يسمعون صوته بالقرآن، فاستأذنوا و دخلوا عليه، فقالوا: يا أبا عبدالملك ارفع رأسك لهذا الأمر. فقال: استخيروا الله و اسألوا أن يختار لأمة محمد صلي الله عليه وآله وسلم خيرها و أعدلها. فقال له روح بن زنباع الجذامي: ان معي أربعمائة من جذام، فأنا آمرهم أن يتقدموا في المسجد غدا، و مر أنت ابنك عبدالعزيز أن يخطب الناس و يدعوهم اليه فاذا فعل ذلك، تنادوا من جانب المسجد: صدقت، صدقت، فيظن الناس و يدعو اليه فاذا فعل ذلك، تنادوا من جانب المسجد: صدقت، صدقت، فيظن الناس أن أمرهم واحد، فلما اجتمع الناس، قام عبدالعزيز، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: ما أحد أولي بهذا الأمر من مروان كبير قريش و سيدها، و الذي نفسي بيده، لقد شابت ذراعاه من الكبر، فقال الجذاميون: صدقت صدقت، فقال خالد بن يزيد: أمر دبر بليل، فبايعوا مروان بن الحكم) [1] .

و هكذا تم اخراج هذا الفصل الهزلي الجديد الذي دبر بليل و أخرج هذا الاخراج و توزع أبطاله و ممثلوه علي خشبة المسرح، و الذي حرف (الخلافة) و صرفها عن آل أبي سفيان لآل مروان، لتبدأ سلسلة (الخلفاء) الظرفاء المتحررين من كل (قيود) الاسلام و التزاماته، و كان الفضل في ذلك لشيخهم الذي شابت ذراعاه من الكبر، و هو يتلو كتاب الله و ينظر فيه و لا شاغل له غيره، و الذي كانوا يسمعون صوته و هو يقرأ القرآن من مسافة بعيدة، و الذي كان خير أمة محمد و أعدلها، هذه الأمة التي استجاب الله دعاءها فوهبه لها. و الذي مهد لهم الطريق الي العرش الجميل الذي استأثروا به دون الناس جميعا.


پاورقي

[1] العقد الفريد 134 / 5.