بازگشت

تحريض علي قتل الحسين


لقد عاش مروان بدايات الانحراف، و شهد نهاياتها علي عهد معاوية و يزيد،


و كان شاهدا حيا علي كل ما وقع من انتهاكات صريحة و خروج واضح عن الاسلام في كل المجالات، و لم تخف عنه خفايا مسيرة هذا الانحراف و خطواته و مراحله.

و قد قبع في بيته في المدينة نائبا عن معاوية أو معزولا عن الولاية، و لعل معاوية قد أتاح له أن يغترف ما يشاء من أموال المسلمين، ما دام قد كرس وقته و جهده لحماية العرش الأموي، و حسبه أن يظل متنعما مرفها مادام الأمر قد مهد بحيث لا يخرج عن هذا البيت الذي ينتمي اليه.

علي أن أهم ما طبع شخصية مروات هو كرهه الشديد لآل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، و قد عمل علي احداث فجوة بين عثمان و الامام في بداية الأمر، و كان يتصدي بكل السبل للامام عليه السلام و يحاول النيل منه. كما منع قيام المسلمين بدفن الامام الحسن عليه السلام قرب جده رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، مدللا بذلك علي حقده الأسود علي آل البيت. و في النهاية حاول تحريض و الي المدينة الوليد بن عتبة علي الامام الحسين عليه السلام و اقترح عليه قتله أو اجباره علي البيعة ليزيد و ذلك عند ورود خبر هلاك معاوية الي المدينة، و قد رفض الوليد ذلك قائلا؛ (انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني، و الله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس و غربت عنه من مال الدنيا و ملكها، و اني قتلت حسينا، سبحان الله! أقتل حسينا ان قال: لا أبايع! و الله اني لا أظن أمرا يحاسب بدم حسين بخفيف الميزان عند الله يوم القيامة) [1] .

كان مروان أبرز ممثل للصلف و الغرور الأمويين، و أكثر المجاهرين بالعداء لآل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.


پاورقي

[1] الطبري - 270 - 3.