بازگشت

الامام أول من حاول ايقاف الانحراف


«اني كلمتك مرة بعد أخري»

كان الامام عليه السلام يمثل أمل الأمل لتصحيح الانحراف الواضح عن الاسلام في عهد الخليفة الثالث و الذي كان يتمثل بالاجراءات الكيفية عند البت في العديد من القضايا، و اغداق الأموال علي الأرقاب، و تعيينهم في أهم مناصب الدولة الحساسة.

(و كان عثمان كثيرا ما يولي بني أمية ممن لم يكن له من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم صحبة، و كان يجي ء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد صلي الله عليه وآله وسلم، فكان يستعتب فيهم، فلا يعزلهم) [1] لذلك فان الأمة التي يئست من عدول عثمان من مواقفه، اتجهت الي الامام عليه السلام لكي يحل الأزمة الناشبة بينها و بين الخليفة و التي لا يبدو أنها ستحل ما دام وراء الخليفة الشيخ مستشار أحمق مثل مروان، فكان الامام كثيرا ما يتوجه بالنصح الي عثمان و يعاتبه الي حد التقريع، و كان يذهب اليه بنفسه أحيانا و أحيانا يرسل اليه ابنه الحسن عليه السلام لهذا الغرض (و كان كلما اشتكي الناس اليه أمر عثمان، أرسل ابنه الحسن اليه، فلما أكثر عليه، قال له: ان أباك يري أن أحدا لا يعلم ما يعلم، و نحن


أعلم بما نفعل، فكف عنا! فلم يبعث علي ابنه في شي ء بعد ذلك) [2] ثم عندما استنجد به عثمان أخيرا، قال له الامام: (اني قد كلمتك مرة بعد أخري، فكل ذلك تخرج و تقول حتي ترجع عنه، و هذا من فعل مروان و ابن عامر و معاوية و عبدالله بن سعد، فانك أطعتهم و عصيتني) [3] و قد اعتذر عثمان مرة أخري و رجع و خطب في الناس، حتي اقتنع أهل مصر، و هم أغلبية الثائرين و رجعوا.

و هنا كانت عين مروان الأموية تري أن سبب كل ما أحاق بالخليفة الأموي و حاشيته من علي عليه السلام، كما كان أبوه و عمه أبوسفيان يريان أن سبب كل (بلاء) أو انتقاص لمجد العائلة الأموية من محمد صلي الله عليه وآله وسلم، و كان يري أيضا أن أمل الأمة بتقويم الانحراف سوف يتحقق عندما تزول المظاهر الطارئة التي أوجدها عثمان بمجرد موته ميتة طبيعية، و هو الآن شيخ قد أشرف علي الثمانين، و ميتته محققة بين لحظة و أخري. و يعلم علم اليقين أن الامتيازات الأسطورية التي حصل عليها سوف تسلب منه اذا ما تولي الامام الخلافة.


پاورقي

[1] العقد الفريد 37 - 5.

[2] المصدر السابق ص 56.

[3] ابن‏الاثير 54 - 3.