بازگشت

بداية تفاقم الانحراف في عهد عثمان


و اذ كان لابد من وقف الانحراف الذي بدأ يهدم جسم الأمة الاسلامية و يزعزع أركانها و يحيلها الي أمة مملوكة لكسري أو لقيصر، بدأ الناس يطالبون بقطع أسباب هذا الانحراف و طرد الزمرة الطفيلية التي تسلقت علي أكتاف الخليفة العجوز و بدأت تحتكر مكاسب الأمة، و في مقدمتهم مروان و معاوية و ابن عقبة و ابن عامر و سعيد و غيرهم دون أن تكون لديهم المؤهلات اللازمة ليساووا حتي أقل المسلمين مستوي و جاها و نفوذا، فكيف بهم و قد أصبحوا سادة و أمراء و حكاما و مالكين لثروات هائلة يعجز العقل عن تخيلها؟.


و قد أدرك الناس أن طرد مروان أولا كان يشكل حاجة ملحة، لأنهم علموا أنه كان شؤما علي الأمة الاسلامية برمتها لأنه كان يتصرف بمقدراتها و يوحي للخليفة العاجز بأفكاره الشيطانية التي كان يحوكها في الظلام و التي من شأنها أن تهدم كيان الدولة و تجعل منها دولة مستبدة لا تمت للاسلام بصلة. ثم عندما رأوا أنه لا يزال مقربا و متنفذا و مسيطرا علي شؤون الدولة و قراراتها بدأوا يطالبون برأسه عندما رفض الخليفة ابعاده أو التخلي عنه، رغم الوعود المتكررة منه بذلك، و عندما تيقنوا بشكل قاطع أنه سبب كل المصائب التي لحقت بالاسلام و التي سوف تلحق به في المستقبل اذا ما اتسعت زاوية الانحراف بذلك النمط المتسارع.

و قد اتسع الشق أمام اصرار عثمان علي تقريب مروان، حتي رأينا أن المطالبة قد أصبحت بالتالي برأس عثمان نفسه، هكذا كان نتاج الثورة المسلحة مقتل عثمان و اصابة مروان الذي خيل للثوار أنه قتل أيضا.