بازگشت

استغلوا ضعف الشيخ فتسللوا اليه


لقد تسلل بهدوء و خبث الي جوار الشيخ الضعيف و استغل حبه لأقاربه و ضعف الشيخوخة بن ليتلاعب به و يدمر آخر صورة جميلة ربما بقيت له في بعض الأذهان بحكم انتمائه لصاحبة رسول لله صلي الله عليه وآله وسلم و التي رسمها له من لم يوده حقا و لكنه رسمها نكالا (بمنافس العائلة الأموية) الذي كان مقدرا له أن يكون علي رأس هذه الدولة، لو لم تتلاعب الأهواء و تتصارع المطامع بعيد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فتحي عبدالرحمن بن عوف الذي رشحه للخلافة و حتي طلحة و الزبير أصبحوا من الناقمين عليه بل و المحرضين بفعل تصرفاته التي كان يبدو مروان وراء أغلبها، بل ورائها كلها، و لم يكن مروان، الذي لم يكن ذا سابقة في الاسلام أو شرف قديم فيه، يجرؤ علي الظهور علانية علي الشعب المسلم متقدما أصحاب رسول الله، بل كان يعمل في الظلام من وراء الأستار، و كانت حياته الظلامية و ما يحوكه من خطط لايقاع الخليفة الشيخ في حبائله، مدعاة لبروز المزيد من الخطط و المكائد و الدسائس ضد كل من يلمس أنه قد يكون عقبة من سبيل مجد العائلة الأموية المعاد، و الذي كاد أن يضمحل بفعل ظهور الاسلام.

علي أنه أظهر نفسه في النهاية بشكل علني سافر و أخذ يتحدي الشعب المسلم و جعل مسألة تحريض عثمان علي الامام شغله الشاغل، مدركا أن الأمة في خضم وقوعها في غمرة الانحراف المعلن لابد أن تستنجد به و تلتف حوله في النهاية، فهو المؤهل الوحيد لقيادة الأمة و تخليصها من الورطة التي وقعت فيها.