بازگشت

كيف التقي الزناة و أولاد الزواني


لا ندري كيف التقي هؤلاء (الدهاة) الأربعة و كيف حصل ان كانوا قريبين الي بعضهم هذا القرب الشديد. غير أن ما حصل قد حصل. و كانوا أعمدة لهذه الدول المسخ التي لم ينجبها الاسلام و لم تلدها مبادئه و قيمه. و كانوا بلية جلبت معها بليات أكبر علي هذه الأمة المنكوبة المضطهدة.

لقد تمرغوا في نعمة الملك و الامارة أمدا محدودا، و كان طمعهم الغريب و هم في ذلك العمر الذي وصل فيه بعضهم الي أرذله يكاد يكون مدعاة للاستغراب و العجب، أفلم يأن لهم أن يرتدعوا بعد أن أصبحوا علي حافة هذه الحياة الدنيا و أوشكوا أن يفدوا علي ربهم و حسابه العادل.؟ غير أن من يعمل عملهم ربما لم يجعل في رأسه حسابا لهذا الخالق العادل الرحيم الجبار! و رحم الله الشاعر الذي مر عليه و هو يدفن فقال فيه:



أرسم ديار للمغيرة تعرف

عليها دوي الانس و الجن تعزف



فان كنت قد لاقيت هامان بعدنا

و فرعون فاعلم أن ذا العرش منصف [1] .



لقد غلب عليه ضعفه دائما، فكان في صف معاوية، و كان من أعمدة الدولة الأموية، فهو داهية المعضلات، وقف مع الدهاة الثلاثة و خدمهم و أعوانهم لاقامة هذه الدولة علي أسس فرعونية تلبس زيا اسلاميا براقا تخدع به جماهير المسلمين و تموه عليهم طبيعة أغراضها و أهدافها.



پاورقي

[1] مروج الذهب - 30.