بازگشت

صحابي مزيف... ادعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله


لم تكن حصيلة المغيرة من (صحبته) للرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم مما يعتد به، الا ما ذكر عن كونه نائبا لمعاوية في كتابه الحوائج، و حتي هذه تحتاج الي تأمل و تدبر، و كما تبجح معاوية بوجود قميص لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم معه و بعض قلامة أظفاره فان المغيرة تبجح بأنه كان أحدث الناس عهدا به فقد كان المغيرة بن شعبة يدعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: أخذت خاتمي، فألقيته في القبر، و قلت: ان خاتمي سقط مني، و انما طرحته عمدا لأمس رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فأكون أحدث الناس عهدا به صلي الله عليه وآله وسلم [1] .

و مع أن ذلك لا يتيح له منزلة خاصة ممتازة، اذ لو أن الأمر كذلك فكيف بمن


كانوا بضعة من النبي صلي الله عليه وآله وسلم و كانوا نفسه. و مع ذلك فقد حاولت الدعايات المضللة و وسائل الاعلام الأموية المغرضة طمس فضائلهم، و لم يكن لها من هم سوي ابراز ما ادعاه معاوية و المغيرة و أمثالهما. مع أن ما ادعياه لا يقدم من الأمر شيئا و لا يؤخر منه أي شي ء.

و مع ذلك فقد كانت هذه كذبة من المغيرة أراد منها رفع شأنه بنظر الناس، فقد روي أن نفرا من أهل العراق سألوا أميرالمؤمنين قائلين: (يا أباحسن جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه؟ قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، قالوا: أجل، عن ذلك جئنا نسألك؛ قال: كذب! قال: أحدث الناس عهدا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قثم بن عباس) [2] .


پاورقي

[1] ابن‏هشام / السيرة النبوية م 2 ص 664 و الطبري 239 / 2.

[2] المصدر السابق 664. و الطبري 239 / 2.