بازگشت

اشار علي معاوية باستلحاق زياد


أما دعوة زياد و استلحاقه فكانت بايحاء و مشورة من المغيرة نفسه أيضا. فقد كان المغيرة يدرك حاجة معاوية لزياد، لذلك فانه تستر علي أمواله التي أودعها عند عبدالرحمن بن أبي بكره و لم يعذبه كما طلب منه معاوية للاعتراف بما لديه. و قد أراد في البداية جس نبض معاوية لمعرفة مدي حاجته لزياد و قال له: (ما زياد هناك يا أميرالمؤمنين! فقال معاوية: بئس الوطء العجز، داهية العرب معه الأموال، متحصن بقلاع فارس، يدبر و يربص الحيل، ما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت، فاذا هو قد أعاد علي الحرب خدعة) [1] و قد عرض المغيرة علي معاوية أن يذهب بنفسه لاقناع زياد، و قد ذهب اليه و أشار عليه (أري أن تصل حبلك بحبله، و تشخص اليه) [2] .

و قدم زياد علي معاوية فسأل معاوية زيادا عما صار اليه من أموال فارس، فاخبره بما حمل منها الي علي عليه السلام و ما أنفق منها في الوجوه التي يحتاج فيها الي النفقة، فصدقه معاوية علي ما انفق، و ما بقي عنده، و قبضه منه، و قال: قد كنت أمين خلفائنا) [3] .

و قد تساهل معاوية بأمر الأموال التي كانت مع زياد، و سمح له بنزول الكوفة و كان المغيرة نفسه واليا عليها، فكان يعظمه و يكرمه، و رغم استسلام زياد لمعاوية الا أنه كان يخشي شره و كان يوصي المغيرة بمراقبته و أخذه بالصلاة في الجماعة [4] .


پاورقي

[1] المصدر السابق 176 - 3.

[2] المصدر السابق 176 - 3.

[3] نفس المصدر - 177 - 176 - 3 و راجع العقد الفريد 269 - 268 - 5.

[4] نفس المصدر - 177 - 176 - 3 و راجع العقد الفريد 269 - 268 - 5.