بازگشت

معتزل... متحيز


كان المغيرة بن شعبة كاتبا لأبي موسي الأشعري، و لا شك أنه كان يتمتع بمؤهلات و معلومات في الأدب و التاريخ، غير أن ما تميز به هو (دهاؤه) الذي اشتهر به اشتهار أصحابه من قبل (و مكيدته) و آراؤه الشريرة حتي قالوا فيه و في غيره: (ذوو رأي العرب و مكيدتهم: معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة، و قيس بن سعد و من المهاجرين عبدالله بن بديل الخزاعي، و كان قيس و ابن بديل مع علي عليه السلام و كان المغيرة بن شعبة و عمرو مع معاوية، الا أن المغيرة كان معتزلا بالطائف حتي حكم الحكمان فاجتمعوا بأذرح) [1] [2] فكيف يكون معتزلا و هو مع معاوية.


كان المغيرة يتمتع (بدهاء) كبير لا يقل عن دهاء سيده، و كان معاوية يدرك أنه سيكون عمودا قويا من أعمدة دولته، فكان يستميله و هو يعلم أنه قابل للشراء، و أن المبادي ء آخر شي ء يمكن أن يشغل حيزا في تفكيره.


پاورقي

[1] مع أنه لم يسلم الا قبيل وفاة النبي صلي الله عليه وآله وسلم و لعله حاول دس نفسه في جهاز الدولة الاسلامية ککاتب من کتاب الحوائج، هذا اذا صح ما رواه بعض المؤرخين و بالغ فيه البعض الآخر فقد روي (ان خالد بن سعيد بن العاص، و معاوية بن أبي‏سفيان، يکتبان بين يديه في حوائجه، و کان المغيرة بن شعبة و الحصين بن نمير يکتبان ما بين الناس، و کانا ينوبان عن خالد و معاوية اذا لم يحضرا) العقد الفريد 244 - 4. و من ذلک نستنتج أنه ربما کانت علاقة المغيرة بمعاوية (کنائب عنه في کتابة الحوائج) لا الوحي طبعا، علامة أقدم من تاريخ قيامه باللاولاية علي الکوفة نائبا عن معاوية.

[2] الطبري 168 - 3 مع أن روايات أخري تروي أنه کان قرب (الحکمين) و أنه جس نبضهما و توصل الي قناعات خاصة بشأن التحکيم.