بازگشت

المصلحة الشصية أولا


كان المغيرة كأصحابه ينظر بعين التاجر الذي يفكر دائما بما قد يستفيده من الآخرين الذين يتعامل معهم، و يضع أمامه مقاييس أرضية بحتة للربح و الخسارة. كم سيربح هو و كم سيخسر، لا كم سيربح الاسلام أو تخسر المبادي ء، و ربما كان الدين


آخر (سلعة) يفكر بالتعامل بها. لأنه قد يبدو بنظره سلعة بائرة لا مكان لها في دنيا التجارة. و هكذا فانه لم يقترب من الدين الا الي الحد الذي يتمكن مته من تحقيق مطامحه و أطماعه. و قد وصفه أميرالمؤمنين عليه السلام و صفا دقيقا عندما لمس تماديه في دروب الانحراف و الضلالة و سعيه لتفريق شمل الأمة قائلا: (فانه لم يأخذ من الدين الا ما قاربه من الدنيا، و علي عمد لبس علي نفسه ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته) [1] .

و كما جعلوا من معاوية كاتبا للوحي و أمينا لله علي وحيه [2] ، فانهم بالغوا بأمر أصحابه و جعلوا منهم أبطالا ممتازين، أو هكذا حاولوا أن يفعلوا في ظل اعلام أموي مركز هادف حاول رفعهم و الغض من قيمة أعدائهم و مناوئيهم.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] نهج‏ البلاغة 751.