بازگشت

دهاة أم أغبياء


لا ندري كيف تحملت الأمة وجود طاقات الشر المتمثلة بهذا الرباعي من (الدهاة) الذي جثم علي صدرها في وقت واحد، و كان يكفي أن تبتلي بواحد منهم فقط لتمسخ و تزور هويتها، فلا تعود أمة اسلامية كما أراد لها نبيها الكريم صلي الله عليه وآله وسلم لقد كان رابع (الدهاة)، المغيرة بن شعبة لا يحب أن يتحرك الا في الظلام و كان يتطوع للقيام بدور المشير الناصح الغيور، و قد حاول أن يدلي بدلوه بعد مقتل عثمان و يجرب حظه مع الامام عليه السلام عندما أراد عزل جميع ولاة الخليفة المقتول، أشار علي الامام أن بيقيهم علي مكانتهم، و عندما أبي الامام ذلك قال له: (فان كنت أبيت علي فانزع من شئت و اترك معاوية، فان في معاوية جرأة، و هو في أهل الشام يستمع منه) [1] و عندما رفض الامام (اقتراحه) رفضا باتا و قال له: (لا و الله لا أستعمل معاوية يومين. و الله لا أعطيه الا السيف) [2] ، و جاءه في اليوم التالي و قال أنه كان مخطئا في رأيه و نصحه لابقاء معاوية. و قد أدرك الامام عليه السلام دوافعه و علم أنه لم يكن ناصحا، و أنه كان بفعله يساوم الامام عليه السلام ليبقي قربه كمستشار أمني و معاوية ليجعل له عنده يدا يذكره بسببها في المستقبل، و قد ذكر له معاوية هذه اليد، و ربما اتفق معه في الخفاء علي العمل سوية منذ البداية.


پاورقي

[1] الکامل 87 - 3.

[2] الکامل 87 - 3.