بازگشت

تحريض علي الجريمة


و قد تردد معاوية بقتل حجر و أصحابه و يبدو أنه كان يخاف من تصاعد النقمة الشعبية ضده و حدوث ما لا تحمد عقباه، و كتب الي زياد بذلك قائلا: (فأحيانا أري قتلهم أفضل من تركهم و أحيانا أري العفو عنهم أفضل من قتلهم) [1] ، غير أن زيادا الذي دبر كل شي ء لم يشأ - ربما بدافع نرجسية خاصة أو بشعور نفسي متدن سببه نقطة الضعف التي يعاني منها - أن تذهب جهوده أدراج الرياح، و ربما اعتبر هذه العملية أخطر شي ء قام به في حياته.

و لما كان يعلم أن هاجس معاوية الوحيد هو الحفاظ علي الدولة التي أقامها و انما لم يكن لتيار الا اذا تعرض أحد بسوء لهذه الدولة فانه كتب اليه رسالة مختصرة أشار فيها الي أن بقاء حجر يشكل خطرا بالغا، و أنه حتي زياد نفسه - رغم بطشه و قسوته - لا يستطيع ضمان أمن الكوفة اذا ما عاد اليها حجر، قال زياد: (فعجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم، و قد شهد عليهم بما قد سمعت من هو أعلم بهم، فان كانت لك حاجة في هذا المصر فلا تردن حجرا و أصحابه الي) [2] .


پاورقي

[1] الطبري 228 - 3.

[2] نفس المصدر.