بازگشت

جريمة قتل حجر بن عدي


علي أن أكبر جريمة اهتز لها العرش الأموي، و خجل منها، بل و ندم عليها حتي معاوية نفسه، بل وقرع نفسه عليها، و أبدي الندم في أخريات أيامه و كان يقول: مالي و لحجر!. و كان زياد هو الممهد و المشارك الأول بتلك الجريمة النكراء.

و كان الأمويون يشعرون منذ أن كان المغيرة بن شعبة واليا علي الكوفة، ان حجر بن عدي كان يتزعم المعارضة دونهم، و كان سكوت المغيرة عنه مكيدة منه،


فقد كان يقول لمن يحرضه علي حجر (اني قد قتلته، انه سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترونه يصنع بي، فيأخذه عند أول وهلة فيقتله شر قتلة) [1] .

و عند وفاة المغيرة جمع معاوية الكوفة الي زياد، و لم يكن زياد - الذي يري أنه له حصة كبيرة في هذه الدولة ليحتمل ما احتمله المغيرة، و قد أثاره اجتماع الناس الي حجر و علو مركزه في الكوفة، و لم يحتمل أن يرد عليه حجر في حجر في مواقف ذكر بعضها المؤرخون، و قد كتب الي معاوية في أمره وعظمه و كثر عليه (فكتب اليه معاوية أن شدة في الحديد ثم احمله الي، فشد في الحديد ثم حمل معاوية، فقال له معاوية: أما و الله لا أقيلك و لا أستقيلك. أخرجوه فاضربوا عنقه، فأخرج من عنده، فقال حجر للذين يلون أمره: دعوني حتي أصلي ركعتين، فقالوا: صل؛ فصلي ركعتين خفف فيهما، ثم قال: لو لا أن تظنوا بي غير الذي أنا عليه لأحببت أن تكونا أطول مما كانتا، و لئن لم يكن فيما مضي من الصلاة خير فما في هاتين خير؛ ثم قال لمن حضره من أهله: لا تطلقوا عني حديدا و لا تغسلوا عني دما، فاني ألاقي معاوية غدا علي الجادة. ثم قدم فضربت عنقه) [2] .

لقد اقتضت هذه الحادثة المروعة بآل معاوية (فبلغنا أنه لما حضرته الوفاة جعل يغرغر بالصوت و يقول: يومي منك يا حجر يوم طويل) [3] .


پاورقي

[1] الطبري 219 - 3.

[2] المصدر نفسه.

[3] المصدر السابق - 220 - 3.