بازگشت

قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت


ان دنياه ستظل مجرد سعي مستمر لجوج و طمع دائم، يشقي به، و لا يري نفسه الا فقيرا محتاجا مهما عليه و ناله و مهما امتلأ كيسه من الذهب. و قد أدرك عمرو ذلك و وعي الدرس و النصيحة، و لكن في اللحظة الأخيرة التي زاره فيها ملك الموت و خفق فوقه بجناحيه. و حين لم يعد الدرس و النصيحة تجديان. (حتي اذا جآء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قآئلها و من ورآئهم برزخ الي يوم يبعثون) [1] (و لو تري اذ وقفوا علي النار فقالوا ياليتنا نرد و لا نكذب بأيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهم لكاذبون) [2] .

(و لو تري اذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنآ أبصرنا و سمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون و لو شئنا لاتينا كل نفس هداها و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين فذوقوا بما نسيتم لقآء يومكم هذآ انا نسيناكم و ذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعلمون) [3] .

(و اذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا) [4] .

(الملك يومئذ الحق للرحمان و كان يوما علي الكافرين عسيرا و يوم يعض الظالم علي يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جآءني و كان الشيطان للانسان خذولا) [5] .


(أي ندم و حسرة يجيشان في نفس هذا الظالم الذي يري أمامه من أضله في النار و يري ابليس و كل متشيطن منحرف موسوس معه. و يري الرسول و الذين آمنوا في الجنة، خالدين فيها، منعمين في مستقرهم المريح هنا. ان أسفه و أساه علي ما فاته ليعادل عذابه في الجحيم. و أنه ليصب جام غضبه علي من أضله و كان سببا لمجيئه الي هذا المكان المفزع. كيف صدق به و كيف أطاعه؟ لأنه وعده بأنه سيحمل خطاياه مسؤولياته أمام رب العالمين؟ و لعله لم يعده حتي بهذا) [6] .


پاورقي

[1] المؤمنون 100 - 99.

[2] الأنعام 28 - 27.

[3] السجدة 14 - 12.

[4] الفرقان 14 - 13.

[5] الفرقان 29 - 26.

[6] الحوار في القرآن الکريم المولف / مخطوط ص 216.