بازگشت

بين موقف و موقف


لقد أراد معاوية أن يمنع الامام عليه السلام و جنده الماء في صفين عندما وصل قبله الي نهر كان هناك، و قد حاول عمرو أن يعزز من القوة التي وصفها معاوية، و خرج بنفسه


لهذا الغرض، الا أن الخطة فشلت و أزاح أتباع الامام جند معاوية عن الماء، الا أنهم سمحوا لهم بايعاز من الامام عليه السلام بالتزود منه، و هو أمر يفصح أشد الافضاح عنه عليه السلام و عنهم، و يبين اخلافهم و اختلاف نفسياتهم و أخلاقهم و قوة المبادي ء لديهم.

و مع ذلك فقد كان عمرو من الفطنة ما جعله منذ البداية يشير علي معاوية أن لا يمنع اتباع الامام عليه السلام الماء. و قال له: (خل بينهم و بين الماء، فان القوم لن يعطشوا و أنت ريان؛ ولكن بغير الماء، فانظر ما بينك و بينهم) [1] الا أن معاوية لم يأخذ برأيه، و قد تبين له فيما بعد صواب رأيه عندما أزاح جند الامام جنده، و عزموا علي منعهم منه الا أن الامام عليه السلام أمرهم (أن خذوا من الماء حاجتكم، و ارجعوا الي عسكركم، و خلوا عنهم! فان الله عزوجل قد نصركم عليهم بظلمهم و بغيهم) [2] .

و كما أوضحنا فان عمرو بن العاص قد شارك مشاركة فعلية في الحراب التي أعلنها معاوية ضد الامام عليه السلام، فقد كان (علي خيول أهل الشام كلها.) [3] و عندما خرج عمار بن ياسر (خرج اليه عمرو بن العاص، فاقتتل الناس كأشد القتال، و أخذ عمار يقول: يا أهل العراق، أتريدون أن تنظروا الي من عادي الله و رسوله و جاهدهما، و بغي علي المسلمين، و ظاهر المشركين، فلما رأي الله عزوجل يعز دينه و يظهر رسوله، أتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فأسلم، و هو فيما نري راهب غير راغب، ثم قبض الله عزوجل رسوله صلي الله عليه وآله وسلم! فو الله ان زال بعده معروفا بعداوة المسلم، و هوادة المجرم، فأثبتوا له و قاتلوه، فانه يطفي ء نور الله، و يظاهر أعداء الله عزوجل) [4] .


پاورقي

[1] الطبري 82 - 76 - 3 و ابن الأثير 167 و ما بعدها.

[2] الطبري 82 - 76 - 3 و ابن ‏الأثير 167 و ما بعدها.

[3] الطبري 82 - 76 - 3 و ابن ‏الأثير 167 و ما بعدها.

[4] نفس المصدر ص 83 و ابن ‏الأثير 167 و ما بعدها.