بازگشت

لا يجتمعان الا للشر


لا يجتمعان علي خير أبدا، كان ذلك علم من الله علمه رسوله صلي الله عليه وآله وسلم، و لعله صلي الله عليه وآله وسلم يدرك الشر المستطير الذي سيتمخض عنه أي لقاء لهذين الشيطانين علي الأرض و الويلات التي ستجر علي أمته لقاء ذلك.

و هكذا اجتمعا اجتماعا مصيريا، و كان عمرو و وزيرا لمعاوية و أمينا و مستشارا، كان هو (رجل) الدولة الأموية بحق و أهم أعمدتها و مهندس سياستها كما يقال الآن.

و لو رأينا طاقة الشر المعتملة في نفسه، و التي تفتحت علي الخصوص خلال معركة صفين لرأينا أن معاوية ربما كان يعد مصر حصة قليلة بحق عمرو و لما أبداه هذا من مكر لا يخطر حتي ببال الشيطان نفسه مما أمال كفة المعركة و رجحها لصالح معاوية في معظم مراحلها.

لقد خرج في معركة صفين بأفكار و مقترحات عجيبة جعلت معاوية نفسه يندهش لها و يكاد يقفز من الاعجاب و لعله هنأ نفسه علي الصفقة التي عقدها معه، و رأي أنه الرابح الوحيد فيها، و أن مصر كانت ثمنا بخسا لابن النابغة.

و لنأخذ مقتطفات مما كتبه المؤرخون لنا عن السعي المشؤوم لعمرو لامالة الكفة الي جانبه و جانب معاوية، و استعداده الكبير لتجاهل الاسلام و قيمه و بمادئه و صفاقته أمام رجال المبادي ء الذين أنكروا عليه سعيه ذاك و حذروه منه أمثال الامام عليه السلام و عمار و غيرهما.