بازگشت

اقصر الطرق.. مساومة مكشوفة


«انما أردنا هذه الدنيا...».

و لعل انخداع أهل الشام الشديد بمعاوية و اخلاصهم له و انقيادهم اليه و مسيرهم وراءه قد زين له أن يستغني حتي عن عمرو بن العاص - شريكه في الجريمة - و هو علي ما هو عليه من طاقة كبيرة في المكر و الشر لا يستغني عنها معاوية في أيام محنته و هو بمواجهة الامام عليه السلام فقد (كان معاوية لا يلتفت اليه، فقال لعمرو ابناه: ألا تري معاوية لا يلتفت اليك فانصرف الي غيره، فدخل عمرو علي معاوية فقال له: و الله لعجب لك اني أرفدك بما أرفدك و أنت معرض عني. أما و الله ان قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة، ان في نفسي ما فيها، حيث نقاتل من تعلم سابقته و فضله و قرابته، ولكنا انما أردنا هذه الدنيا، فصالحه معاوية و عطف عليه) [1] .

(و قد قال عمرو بن العاص لمعاوية: و لو لا مصر و ولايتها لركبت النجاة منها، فاني أعلم أن علي بن أبي طالب علي الحق و أنت علي ضده. فقال معاوية: مصر والله أعمتك و لو لا مصر لألقيك بصيرا) [2] .

(و لم يبايع حتي شرط أن يؤتيه علي البيعة ثمنا، فلا ظفرت يد البائع و خزيت أمانة المبتاع) [3] .

لقد كانا يفهمان بعضها جيدا، و يعلمان أنهما يجتمعان علي باطل، و أمر دنيوي بحت لا علاقة له بالله و الاسلام، لكن عظم ما سعيا اليه - و قد بدا عظيما في أعينهما السعي للملك - جعلهما ينسيان كل قيم عليا، ان كانا قد عرفاها علي الاطلاق.



پاورقي

[1] الطبري 70 - 3 و ابن الأثير 158 - 3.

[2] مروج الذهب ص 26.

[3] نهج‏ البلاغة 121.