بازگشت

فرط بذرية الرسول و احتفظ بقلامة بن أظفاره


(و قال محمد بن سيرين: جعل معاوية لما احتضر يضع خدا علي الأرض، ثم يقلب وجهه و يضع الخد الآخر و يبكي و يقول: اللهم انك قلت في كتابك: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افتري اثما عظيما) اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة و تجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فانك واسع المغفرة. ليس لذي خطيئة من خطيئة مهرب الا اليك) [1] (فلما حضرته الوفاة قال: ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كساني قميصا فحفظته و قلم أظفاره يوما فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة فاذا مت قألبسوني ذلك القميص و أسحقوا تلك القلامة و ذوروها في عيني و فمي، فعسي الله أن يرحمني ببركتها) [2] .

فهل حفظ لله عهده - حينما شهد الشهادتين بلسانه - حتي يغفر له، و هل حفظ لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم آله و ذريته و دينه، حتي تحفظه قلامة أظفاره و قميصه يدفنهما معه في قبره.؟ أنه لم يفعل سوي الشي ء الوحيد الذي كان قادرا عليه عند موته، و هو


الاعتراف بالذنب و طلب التوبة، فليته اعترف بذنبه قبل ذلك و طلب التوبة، اذا لكان قد جنب الأمة الويلات و المصائب، و لما آل أمرها الي ما آل اليه.


پاورقي

[1] البداية و النهاية 145.

[2] ابن ‏الأثير 370 - 3.