بازگشت

لو كانا يريان الأمور بعيني الامام


كان الامام عليه السلام يري ما لا يريانه و يعلم ما لم يكونا يعلمانه، و من هنا كان التباين الكبير بينه و بينهما و بين أمثالهما ممن لا يمتلكون رؤيا اسلامية صحيحة. (و لو تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه، اذا لخرجتم الي الصعدات تبكون علي أعمالكم و تلتدمون علي أنفسكم، و لتركتم أموالكم لا حارس لها و لا خالف عليها، و لهمت كل امري ء منكم نفسه، لا يلتفت الي غيرها، و لكنكم نسيتم ما ذكرتم، و أمنتم ما حذرتم، فتاه عنكم رأيكم، و تشتت عليكم أمركم...) [1] .


أتري أن الايمان بالله لم يكن غير بضاعة كاسدة لا يأخذ بها أو يتعاطي تجارتها الا المغفلون و العجزة؟، أما الدهاة و الأذكياء! أمثال معاوية و عمرو بن العاص اللذين لم يريا أمامهما سوي هذه الدنيا و عرضها، فليس عليهما سوي أن يتظاهرا به أمام الناس، أما في الواقع فانكاره هو الشي ء العملي الوحيد الذي فعلاه.

انهما لم يصرحا بكفرهما و عدم ايمانهما علنا، بل صرحت به تصرفاتهما و أعمالهما المشينة، فانهما و جدا في الاسلام الأموي المبتكر مادة لتحقيق طموحاتهما بعد أن أتيحت لهما فرصة الوقوف علي رأس الهرم الكبير الذي ضم أبناء الأمة كلها علي امتداد أقطارها، و لم يأخذا (الاخرة و المعاد و الحساب) بمأخذ الجد، الا حينما كان حينهما و اقترب أجلهما، و لكن بعد فوات الأوان، و بعد أن جرا علي نفسيهما و علي الأمة البلاء و الويلات.


پاورقي

[1] نهج‏ البلاغة 174 - 173.