بازگشت

عداء موروث


ان العداء القوي الذي يحمله الآباء قد لا يكون وحده كافيا لدفع الأبناء لا تخاذ نفس مواقفهم، فكم قد حارب الابن أباه و الأخ أخاه في معارك الاسلام الكبري، و كم قد تخلي كثيرون عن آبائهم و عشائرهم عندما انحازوا الي صف الاسلام.

غير أن الأمر مع هذين الشخصين الغريبين اللذين احتلا مركز الصدارة في العديد من أحداث التاريخ الاسلامي المهمة لم يكن نفسه مع المومنين الآخرين. فهما لم يسلما الا عندما لم يريا من ذلك بدا، و حينما لاح لهما أن مصلحتهما تكمن الآن بتبني الاسلام بعد أن كانا يتبنيان الشرك. و ليس بمقدور أحد - من دلائل حالهما علي امتداد حياتهما فيما بعد - أن يقول ان توجههما للاسلام كان من أجل الاسلام وحبا فيه، كما اتجه اليه بقية الصحابة.

لم يكن اجتماعهما الآن لأول مرة يكيدان للاسلام و أهله، و لم يكونا غرين فتيين ليتأثرا مجرد تأثر عاطفي بأوضاع الأهل و العشيرة، و انما كانا أصحاب (مواقف) متبناة معروفة و عن سابق اصرار و تصميم.


و لعل عمرو كان يكبر معاوية بعشرين عاما مما أتاح له أن يرافق و يصادق أباسفيان الذي اجتمع معه علي الشر قبل أن يجمع مع ابنه عليه.