بازگشت

ابناء المرواني في الصدارة


شخصية عمرو بن العاص، ابن سلمي (النابغة) المشهورة في الجاهلية و التي نسبت هي عمرا لأبيه، و لو لا ادعاؤها لكان قد نسب الي أب آخر، و لربما كان مجري حياته قد تغير بسبب ذلك [1] هذه الشخصية العجيبة التي تقرن دائما مع شخصية معاوية العجيبة الأخري، أمدت معاوية بزخم هائل و جرأة مضافة للوقوف بوجه الامام عليه السلام، معلنا ادعاءه الغريب بأنه سكت عن قاتلي عثمان و الثائرين عليه، بل أنه شجعهم علي ذلك، و ذهب الي حد مطالبة الامام عليه السلام بنفسه بدم ابن عمه الذي أهدره هو، كما بينت لنا حوادث التاريخ لمؤكدة.

و مع أن الرجلين، معاوية و عمرو قد مهدا حقا لقتل عثمان، الأول بانحرافه المعلن عن الاسلام حينما كان عاملا للخليفة المقتول علي الشام الي حد استفزاز الناس و مطالبتهم بعزله مع نفر من الولاة المنحرفين الآخرين، بل أنه مهد لعوامل القتل بسكوته عندما تجمعت السحب فوق كرسي الخليفة و احجامه عن نصرته الي حد توجيه تحذير شديد لقائده الذي أرسله من الشام ليبقي علي مراحل من المدينة فلا يتعداها مهما كانت الأسباب حتي و لو قتل عثمان. و تم ذلك فعلا و لم يتدخل قائد معاوية لنصرة عثمان، بل لعل وجوده علي هذه المراحل القربية من المدينة هو الذي عجل بقتله، و الثاني بتحريضه المباشر العلني علي عثمان و مطالبته اياه بالاعتزال، و كما اعترف هو - بنفسه - بذلك.


و الحق أن هذا الثنائي، لو كان يريد المطالبة بدم عثمان حقا و يجعل من نفسه مسؤولا عن ذلك، لكان قد اتجه لصاحبه، أول ما يتجه، مطالبا بذلك الدم..! كان أحري بمعاوية أن يطالب عمرو بن العاص بذلك، و كان حريا بعمرو أن يطالب معاوية به، لو كانا يريدان حقا المطالبة بالدم...!


پاورقي

[1] من المعلوم أن أمه سلمي بنت حرملة و کنيتها النابغة کان من أشهر النساء اللواتي کن يغنين و يأخذن الأجرة بغائهن. و عندما ولدت عمرا ادعاه خمسة نفر من قريش کلهم يزعم أنه أبوه. و عندما سئلت النابغة قالت: کلهم أتاني فانظروا أشبههم به فالحقوه به، فغلب عليه شبه العاص بن وائل فلحق به، و لم يستطع العاص انکاره حسب تقاليد الجاهلية. و من المعلوم أن أباسفيان کان أحد هؤلاء الخمسة فربما خرج من صلبه معاوية و عمرو و زياد. فتأمل.